تم دق ناقوس الخطر بشأن الوضعية المائية بالمغرب. في هذا السياق، قال فيصل الزرهوني، عضو الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، بمجلس النواب، إن «الوضعية المائية الحرجة التي تشهدها بلادنا ليست وليدة الساعة»، موضحا أن شح التساقطات المطرية والثلجية والإجهاد المائي أصبح هيكليا. وأكد الزرهوني خلال مساءلة لوزير التجهيز والماء في جلسة الأسئلة الشفوية، أول أمس (الاثنين)، أن تراجع المخزون المائي في مختلف الأحواض «بدأ منذ أزيد من خمس سنوات متتالية، قبل أن يصل اليوم إلى نسبة 23،5 في المائة، ما يمثل 3 ملايير و750 مليون متر مكعب فقط. وتابع: «اليوم نقف على حافة الخطورة بالنسبة لهذه الأزمة بسبب استمرار الجفاف وارتفاع درجة الحرارة، مما يجعل جميع أحواضنا المائية تعاني من العجز والصعوبة في تأمين الإنتاج الفلاحي وتوفير الأمن الغذائي، والحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية». في هذا الإطار، كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، يوم الإثنين المنصرم ، أن عددا من مدن المملكة صارت على أعتاب انقطاع الماء الصالح للشرب إذا استمر انحباس المطر ونقص الموارد المائية للسدود. وسجل بركة خلال مشاركته في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن هناك تراجعا مهولا فيما يخص التساقطات المطرية، حيث لم يتعد مجموع التساقطات في الأشهر الثلاثة الأخيرة 21 ميلمتر، في حين أن متوسط التساقطات خلال هذه الفترة في السنوات الماضية يبلغ 154 ميلمتر. وتبعا لذلك، تراجعت الواردات المائية إلى السدود إلى أقل من 500 مليون متر مكعب عوض مليار و500 مليون متر مكعب، يقول بركة، مشيرا إلى أن شح الأمطار شمل مناطق كانت معروفة بغزارة التساقطات مثل حوض اللوكوس الذي تراجعت التساقطات فيه خلال هذه الفترة من 282 مليون متر مكعب في متوسط السنوات الماضية إلى 23 مليون فقط هذه السنة. نفس الوضع يشهده حوض سبو الذي تراجعت فيه التساقطات من 750 مليون متر مكعب إلى 90 مليون متر مكعب فقط. بدوره حوض أبي رقراق تراجعت وارداته من 147 مليون متر مكعب إلى 14 مليون متر مكعب. في هذا الصدد، تراجعت واردات السدود بشكل كبير، فسد الوحدة الذي كان يتزود خلال هذه الفترة ب 400 مليون متر مكعب لم يتجاوز هذه السنة 11 مليون متر مكعب فقط. كما أدى ارتفاع درجات الحرارة بالمملكة إلى تبخر كميات أكبر من المياه، تقدر يوميا بمليون و500 ألف متر مكعب. من جهة أخرى، تراجعت نسبة ملء السدود في المملكة من 31 في المائة في هذه الفترة من العام الماضي إلى 23.4 في المائة فقط هذه السنة، فيما لا تتجاوز نسبة الملء بسد المسيرة أقل من 1 في المائة، فبالرغم من أن طاقته الاستيعابية 2.7 مليار متر مكعب، فإنه لا يتوفر حاليا إلا على 30 مليون متر مكعب. وسجل الوزير أن عددا من المدن صارت مهددة بإمكانية التوقف عن التزود بالمياه إذا استمر الوضع الحالي، لاسيما جنوبالبيضاء، ومدينة سطات وبرشيد واليوسفية التي تتزود من نظام سد المسيرة المائي. نفس الوضع ستعاني منه المدن التي تتزود من نظام سوس ماسة، ونظام طنجةأصيلة، ونظام الحسيمة. وأضاف الوزير أنه اليوم إذا أردنا استمرار التزود بالمياه فمن الواجب القيام بتدابير وقائية وترشيد الاستهلاك، وتفعيل اللجان المحلية لتقنين بعض الاستعمالات للمياه والقيام ببعض الانقطاعات. وسجل الوزير أنه ولولا مشروع الربط المائي بين حوض سبو وحوض أبي رقراق، لكانت مدينة الرباط مهددة بقطع المياه في هذا الشهر، مشيرا إلى أن المشروع نجح منذ انطلاقه في نقل 110 ملايين متر مكعب إلى حوض أبي رقراق.