هنأ رئيس مجلس جهة سوس ماسة كريم أشنكلي باسمه الخاص وباسم جميع أعضاء المجلس، الوالي سعيد أمزازي على الثقة المولوية السامية التي حظي بها إثر تعيينه واليا على جهة سوس ماسة وعاملا على عمالة اكادير اداوتنان، متمنيا له التوفيق والسداد في مهامه ومؤكدا له في ذات الوقت عزمه العمل جنبا إلى جنب لخدمة رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في هذا الربوع من المملكة. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لرئيس الجهة في افتتاح الدورة الإستثنائية لمجلس الجهة التي تنعقد صبيحة اليوم الخميس 16 نونبر 2023 ، و التي أكد من خلال كريم أشنكلي بأن الجميع على يقين تام بأن نجاح مسلسل البناء التنموي رهين بالقدرة على الاستمرارية في تنزيله وتكييفه مع المتغيرات تبعا للسياقات وما تفرضه الضرورة من تصويبات لتجويد وتحقيق الأهداف المسطرة، وفي هذا الخضم فإن الرؤية الاستراتيجية التنموية التي تم اعتمادها في البرنامج التنموي الجهوي لم تخرج عن هذا السياق العام. في هذا السياق، أكد رئيس مجلس جهة سوس ماسة بأن هذه الدورة تعكس مدى التزامه بهذا التوجه، من خلال أهمية حمولة جدول أعمالها والتي يمكن ملامستها فيما يلي: أولا: بلغت الكلفة الاستثمارية للمشاريع المعنية بالتداول: 13,26 مليار درهم، وستساهم فيها الجهة بمبلغ: 4,68 مليار درهم، وخلال هذه الدورة سيتم برمجة التزامات الجهة برسم سنتي 2023/2024 بما مجموعه 2,805 مليار درهم بما فيها 2,09 مليار درهم كقروض. ثانيا: التأسيس لعقد برنامج مع الدولة من خلال اتفاقيتين مهمتين تهمان تأهيل البنية التحتية الطرقية والارتقاء بالعرض التربوي والرياضي بغلاف مالي يفوق 6،5 مليار درهم على مدى أربع سنوات. ثالثا: مواصلة تأمين تمويل البرنامج الملكي المتعلق بالتنمية الحضرية لأكادير2020-2024. رابعا: الشروع في تنزيل مضامين مشروع برنامج التنمية الجهوي الذي تم اعتماده خلال دورة يوليوز. وأعرب أشنكلي عن أمله في أن تعطي هذه الدورة من خلال المقررات التي ستتمخض عنها زخما للدينامية التي أطلقتها الجهة منذ انتدابنا بحيث سنتمكن من إبرام اتفاقيات وتعاقدات لتنزيل نسبة مهمة من المشاريع المشكلة للركائز السبعة لمشروع البرنامج المذكور. وهكذا، فعلى مستوى ركيزة البنية التحتية ذات التوجه الاقتصادي، اكد أشنكلي عزمه على أجرأة المشاريع ذات الصلة بتأهيل ميناء أكادير وإحداث ميناء جاف لما لهذه التجهيزات من أهمية في إنعاش التصدير وتحسين تنافسية مجالاتنا الترابية، كما أعرب عن مضيه اتخاد إجراءات عملية لإنعاش السقي الذكي لما له من انعكاس إيجابي على القطاع الفلاحي الذي يعتبر من ركائز اقتصاد الجهة، كما سيتم تدعيم هذه الخطوة بإحداث شركة تنموية جهوية تعنى بالبحث العلمي لفائدة هذا القطاع. أما بخصوص الركيزة الثانية المتعلقة بالنسيج الاقتصادي والمقاولة وتشجيع التشغيل، أكد رئيس الجهة، ومن باب الحكامة تم وضع إطار شفاف لتقديم دعم الجهة لكل المبادرات الرامية الى إنعاش الاستثمار والتشغيل بالجهة، كما أنه سيتم مواصلة تقديم الدعم لكل الفاعلين العاملين في النسيج السياحي، إضافة الى استمرار دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والصناعة التقليدية للرقي به الى مستوى يمكن من جعله قاطرة حقيقية للتنمية وخاصة وانه يختزل طاقات وامكانيات لم تستثمر بعد. نفس العناية حظيت بها الركيزة الثالثة من ركائز مشروع برنامج التنمية الجهوية والتي تتمثل في التهيئة المجالية بحيث يتضمن جدول أعمال هذه الدورة مشاريع بأهمية بمكان وخاصة، اتفاقية شراكة لتنفيذ المشاريع الطرقية لتأهيل البنية التحتية، إذ سيمكن هذا المشروع من مواصلة فك العزلة عن مجموعة من المناطق بالجهة وتحسين بعض المحاور الطرقية المهيكلة، كما أن تأهيل المراكز الحضرية حظي بنفس الأهمية اعتبارا لما لذلك من تحسين للإطار المعيشي للساكنة وتحسين جاذبيتها. وفيما يتعلق بركيزة التنمية البيئية، فإن الجهة ماضية يضيف أشنكلي. في المسار الذي قطعته على نفسها من خلال تضمين جدول أعمال هذه الدورة للعديد من المشاريع التي لها صلة بمحاربة الحرائق والحماية من الفيضانات والتطهير السائل. كما استأثر الجانب الاجتماعي باهتمام كبير في إطار الركيزة الخامسة المتعلقة بالتنمية الاجتماعية من خلال اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من أجل الارتقاء بالعرض التربوي والرياضي بجهة سوس ماسة التي سبق ذكرها، إضافة الى تهيئة وتجهيز المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني الذي يعتبر مشروعا نوعيا في الميدان الصحي، كما هو الشأن بمشاريع اتفاقيات تتعلق بإنعاش الرياضة. أما بخصوص الثقافة والتراث والهوية الأمازيغية التي تعتبر الركيزة السادسة من ركائز برنامج التنمية الجهوية فقد عرفت بدورها نفس الاهتمام والعناية من خلال ما يتضمنه جدول أعمال هذه الدورة من اتفاقيات مهمة من شأنها أن تنعكس إيجابا على هذا المحور الهام والتي لها علاقة بإنعاش الساحة الثقافية والفنية من خلال دعم تنظيم هذه التظاهرات بالجهة، وعلى رأسها دعم إحتفالية رأس السنة الأمازيغية إيض يناير، الذي يكتسي رمزية كبيرة بعد إقراره من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عطلة وطنية رسمية. هذا، و على ما سبق، يقول أشنكلي :" فإنه من حقنا الإقرار بأننا على السكة الصحيحة للاضطلاع بمسؤوليتنا وفق التوجهات العامة للدولة وكذا الخط التنموي الذي رسمناه لأنفسنا كما أننا عازمون على الانخراط في كل المبادرات المنسجمة مع هذا التوجه وخاصة مع مضامين الخطاب الملكي السامي الأخير بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والذي أكد فيه جلالته على الأهمية الاستراتيجية للفضاء الأطلسي في مستقبل البلاد والتي تعتبر جهتنا جزء منه. وأضاف أشنكلي قائلا :"إنه رهان كبير يستوجب منا جميعا التعبئة الشاملة كل من موقعه لكسب هذا التحدي، ولي اليقين التام بأن كل مكونات المجلس لديها من الكفاءات والقدرة والإرادة ما يمكنها من تحقيق هذه التطلعات المشروعة" .