تعتبر التقنية الحديثة للتصوير الفوتوغرافي والتي أصبحت متاحة للجميع في أي وقت ومكان، واحدة من الوسائل الفعالة لتوثيق الأحداث والمناسبات الشخصية والمهنية. ومن المهم أن يحتفظ الشخص بصوره الخاصة في ألبومه لتذكر اللحظات المميزة وتجارب الحياة، لكن هذا النوع من التصوير يخص الأفراد وذكرياتهم الشخصية. ما يهم المجتمع بشكل عام والمواطنين بشكل خاص هو التصوير الشفاف والمتاح للمعلومات العامة التي تتعلق بإدارة المال العام والمصاريف الحكومية. فالشفافية والمساءلة هما أساس نجاح أي نظام حكم ديمقراطي، ويسهمان في بناء ثقة المواطنين بالسلطات المحلية والوطنية. عندما نتحدث عن التصوير العام، فإننا ننصح بتوثيق الصور لجميع معلومات المال العام المتعلقة بجماعاتنا ومصالحنا المحلية. إن التوثيق بالصور يلعب دورًا حيويًا في تسليط الضوء على الإيرادات والمصاريف ومدى استفادة المواطنين من مشاريع التنمية والدعم. فبفضل هذه الصور، يمكن للمواطنين متابعة تطورات المشاريع واستخدام المال العام بكل شفافية ونزاهة. علاوة على ذلك، يجب أن نصور أيضًا الأسماء والمعلومات المتعلقة بالأشخاص الذين استفادوا من دعم الحكومة أو المشاريع الممولة من المال العام. و يمكن لهذه الصور أن تكشف العلاقات والمصالح السياسية التي قد تؤثر في توزيع الموارد وتوجيه الدعم. في النهاية، إن التصوير الشفاف والمتاح للمعلومات العامة يعزز الحكامة الرشيدة ويؤسس لبيئة تفاعلية تعزز من مشاركة المواطنين في صنع القرارات. في هذا الصدد، يلزم تطوير ثقافة الشفافية والمساءلة في إدارة المال العام، بالشكل الذي سيمكن الجميع من المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية في مجتمعاتنا.