البرلماني صاحب عبارة هشة كشة ورئيس جماعة الحوافات سابقا اقليمسيدي قاسم ورئيس جماعة الكداري حاليا التابعة ترابيا لنفس الإقليم يجد نفسه مطوقا بقرار قضائي نهائي حائز لقوة الشيء المقضي به بعدما رفضت محكمة النقض طلبه الرامي إلى نقض القرار الجنائي الإستئنافي الصادر عن محكمة الإستئناف بالرباط والتي قضت في وقت سابق بتأييد الحكم الصادر عن غرفة الجنايات الإبتدائية بذات المحكمة وذلك بإدانة السيد عبد النبي العيدودي من أجل جناية تبديد اموال عمومية طبقا لمقتضيات الفصل 241 من القانون الجنائي بسنتين موقوفة التنفيد وغرامة نافذة قدرها 5000 درهم. وسبق للبرلماني المثير للجدل بخرجاته أن تخلى لأخته عن رئاسة جماعة الحوافات باقليمسيدي قاسم وتولى هو رئاسة جماعة الكداري وكان أول إجتهاد ستقوم به أخته بعد تسلمها لمهامها هو اقتراحها لنقطة منح تنازل عن الشكاية في مواجهة أخيها البرلماني وهو ما رفضته السلطة ولم تتمكن من إدراج هذه النقطة بجدول أعمال دورة مجلس جماعة الحوافات، وبالمناسبة فإن البرلماني واخته هما أيضا عضوي المجلس الإقليمي لسيدي قاسم ومجلس جهة الرباطسلاالقنيطرة. وانتهاء المسطرة القضائية في مواجهة البرلماني المعروف عن حزب الحركة الشعبية يفرض إبداء ثلاثة ملاحظات حول قضية برلماني هشة كشة،. الملاحظة الأولى : وهي أن جناية تبديد أموال عمومية هي جريمة مشينة وإن كانت تختلف عن جناية الإختلاس فإن ارتكاب هذه الجريمة غالبا مايكون بخلفية الإختلاس تحت غطاء إجراء إصلاحات او شراء أشياء اوغيرها لإظهار ان هناك إنجازات على الأرض يتم النفخ في أثمانها ،وفي تقديري المتواضع فإن جرائم المال العام لاتستحق أن تمنح بخصوصها ظروف التخفيف لأنها جرائم تمس المجتمع برمته وتهدد الثقة في المرافق والمؤسسات العمومية والتي يتم إستغلالها لإرتكاب افعال مخالفة للقانون ولذلك فإننا في الجمعية المغربية لحماية المال العام نجدد مطالبنا بضرورة إصدار أحكام قضائية رادعة تتناسب وخطورة جرائم الفساد المالي. الملاحظة الثانية : إنطلاقا من نهائية القرار الجنائي القضائي في مواجهة السيد عبد النبي العيدودي فإنه أصبح لزاما على عامل اقليمسيدي قاسم ممارسة مسطرة عزل البرلماني العيدودي من رئاسة جماعة الكداري امام المحكمة الإدارية بالرباط طبقا للقانون التنظيمي للجماعات المحلية رقم 14-113، كما يستوجب ذلك من وزير العدل او مكتب مجلس النواب وطبقا للمادة 11 من القانون التنظيمي لمجلس النواب إحالة ملف العيدودي على المحكمة الدستورية لعزله من منصبه كبرلماني والأمر بإعادة إجراء الإنتخابات طبقا للقانون مع تبليغ كافة الجهات المعنية بهذا القرار. الملاحظة الثالثة : إن إدانة البرلماني العيدودي عبد النبي بمقتضى قرار قضائي جنائي حائز لقوة الشيء المقضي به من أجل جناية تبديد أموال عمومية يشكل أساسا لفتح مسطرة الإشتباه في غسيل الأموال ضد المشتبه فيه مع ما يستتبع ذلك من عقل لممتلكاته وإحالة ملفه على القضاء تبعا لنتائج الأبحاث القضائية. محمد الغلوسي