أفادت مصادر في المعارضة التونسية أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي نقل إلى المستشفى عقب ساعات من اعتقاله، وذلك بسبب تدهور وضعه الصحي. وكانت حركة النهضة قد كشفت أن فرقة أمنية داهمت منزل الغنوشي واقتادته إلى جهة غير معلومة بدون احترام أبسط الإجراءات القانونية، ثم أعلنت أنه يتم التحقيق معه في ثكنة أمنية بالعاصمة. وأكدت الحركة في بيان لها أنها تعتبر راشد الغنوشي "مختطفا"، مشيرة إلى أن "محاميه منعوا من الدخول معه بعد اقتياده لمقر التحقيق". ونددت حركة النهضة بما وصفته ب"التطورات الخطيرة جدا"، مطالبة بإطلاق سراح الغنوشي فورا والكف عما وصفته ب"استباحة النشطاء السياسيين المعارضين". تضييق واسع موازاة مع ذلك، كشفت رويترز أن السلطات التونسية منعت اليوم الثلاثاء 18 أبريل الجاري الاجتماعات في كل مقرات حزب النهضة، وذلك بعد ساعات من اعتقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. وأكد ذات المصدر أن الشرطة داهمت في ساعة مبكرة اليوم الثلاثاء مقر حزب النهضة وأخلت جميع الحاضرين، لبدء عملية تفتيش تستغرق أياما بعد إشهار أمر قضائي. ومن جهتها، قالت محامية تونسية ومسؤولون حزبيون أن الشرطة ألقت القبض على 3 قياديين بارزين في حزب النهضة المعارض، بعد ساعات من القبض على زعيمه راشد الغنوشي. وصرحت المحامية منية بوعلي لرويترز بأن المسؤولين الذين ألقي القبض عليهم هم محمد القوماني وبلقاسم حسن ومحمد شنيبة، وهو الأمر الذي أكده مسؤولون في الحزب. "حرب تحرير وطني" في خضم هذه التطورات، أفاد الرئيس التونسي قيس سعيد أن بلاده تخوض "حرب تحرير وطني" لفرض سيادتها الكاملة، وأكد على ضرورة أن يلعب القضاء دوره في هذه المرحلة. وقال سعيد في كلمة خلال إحياء ذكرى عيد قوات الأمن : "نخوض الحرب بدون هوادة ضد كل من يسعى إلى ضرب الدولة ومؤسساتها"، مضيفا "هناك من يحاول تفجير الدولة من الداخل لتحويل البلاد إلى مجموعة من المقاطعات". تصريحات سعيد والتطورات التي تشهدها تونس قوبلت بتنديد دولي واسع، حيث أعرب مسؤولون أوروبيون عن قلقهم إزاء موجة الاعتقالات والتضييق على الحريات التي تسهدها البلاد.