شهدت ساحة السلام بمدينة أكادير وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية. الوقفة نظمتها تنسيقية الهيئات المدنية والسياسية والنقابية بمدينة أكادير، وذلك من أجل "التضامن مع أهالينا المرابطين بالمسجد الأقصى المبارك ضدا على الجرائم الإرهابية الصهيونية المتواصلة وانتهاك المقدسات الإسلامية" حسب ما جاء في إعلان الوقفة التضامنية. ولعل من أبرز ما تميزت به هذه الوقفة التضامنية، هو نوعية الحضور الذي يمثل جميع الأعمار إلى جانب الحضور اللافت للمرأة. لم يقتصر المشاركون في الوقفة على الرجال وكبار السن كما اعتدنا في جميع الوقفات والتظاهرات المساندة والمتضامنة مع القضية الفلسطينية، وإنما تميزت وقفة الهيئات المدنية والسياسية والنقابية بأكادير بحضور جميع شرائح المجتمع من شيوخ وكبار السن وشباب وأطفال من الجنسين. هذا الحضور المتميز يعتبر رسالة بليغة تفيد أن القضية الفلسطينية مازالت تشكل القضية المركزية في اهتمام الشارع المغربي، وأنها تحتل مكانة متقدمة في اهتمامات جميع الشرائح المغربية خاصة شريحة الشباب والأطفال، وكأننا أمام قضية يتم توريثها من جيل لآخر، عكس ما يردده البعض من تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية والذي يختزله شعار "تازة قبل غزة".
من بين الأمور التي تميزت بها وقفة ليلة الخميس 22 رمضان 1444 الموافق ل 13 أبريل 2023، كلمة المقدسية من أصول مغربية عائشة المصلوحي حيث استمع الحضور لكلمتها من قلب بيت المقدس بجوار حارة المغاربة تثمن الوقفة مع فلسطين وتشكر كل من حضر لهذه الوقفة التضامنية. كلمة المرابطة المقدسية عائشة المصلوحي خلال فعاليات الوقفة التضامنية، شكلت جسرا روحيا بين أقدام تقف في ساحة السلام بأكادير تضامنا مع فلسطين، وقلوب تعتكف في الأقصى الشريف كشكل نضالي في مقاومة الاحتلال الغاصب. قوة الكلمة من ساحة الأقصى التي جاء فيها " ……ونحن المغاربة كما تعرف أنت ويعرف الجميع ومن لا يعرف يقرإ التاريخ، بأن لنا من البصمات القوية في فلسطين الحبيبة منذ عهد صلاح الدين الأيوبي إلى إنشاء الله يرث الأرض ومن عليها ونحن مجاهدون. المغاربة يحبون الجهاد في سبيل الله وخاصة إذا كان هذا الجهاد في سبيل تحرير بيت المقدس ومدينة القدس المشرفة وأقصى المسلمين أولى القبلتين وثاني المسجدين. فبارك الله فيكم ونطمئنكم عنا بأنا نحن والحمد لله من الثابتين وأنتم أيضا السند بعد رب العالمين لنا بوقفاتكم وكلماتكم وتبرعاتكم السخية دائما المغاربة.. تجد فلسطين في قلوب الشعب المغربي منذ أن وُجِدت فلسطين ووُجِد المغاربة والحب فيهم لبيت المقدس متجدر والحمد لله رب العالمين"… قوة هذه الكلمة من ساحة الأقصى أعطت زخما كبيرا للوقفة ووهجا قويا للتضامن مع فلسطين.
عرفت الوقفة الاحتجاجية كذلك كلمة مباشرة للسيد عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع أدان فيها اخراط المجلس الجماعي لأكادير في توأمة مشؤومة مع مدينة إسرائيلية، وأشاد بإطلاق أسماء فلسطينية على شوارع بحي القدسبأكادير، منددا في ذات الوقت بكل خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني.
خلال هذه الوقفة التضامنية، ردد الحاضرون النشيد الوطني ورفعوا شعارات مساندة لفلسطين ومدافعة عن الوحدة الترابية ومغربية الصحراء ومنددة بجرائم الاحتلال للأراضي الفلسطينية الذي وصفته بعض الشعارات بكيان ينشر التخريب ويتسبب في الحروب. كما استكرت الشعارات الهرولة نحو توأمة مدينة أكادير مع مدينة إسرائيلية وكل أشكال التطبيع التي تم رصدها في سوس العالمة. ومما ميز شعارات الوقفة التضامنية، تمجيدها لكل الشهداء من الزعماء الفلسطينيين بمختلف مشاربهم التنظيمية حيث تناولت الشعارات التضامنية أسماء شهداء فلسطين كالشيخ أحمد ياسين وياسر عرفات وعبد العزيز الرنتيسي وأبو جهاد وغيرهم من الزعماء الفلسطينيين. واختتمت الوقفة التضامنية فعالياتها بتلاوة البيان الختامي للهيئات المُنَظِّمة لهذا الحدث التضامني مع القضية الفلسطينية. سعيد الغماز