كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها أن شركة تويتر تواجه ديونا متراكمة تقدر بنحو 300 مليون دولار، وهو ما يجعل مالكها إيلون ماسك في مأزق حقيقي. وأكدت الصحيفة أن الشبكة الاجتماعية التي يمتلكها ماسك مطالبة بتسديد نحو 300 مليون دولار عبارة عن القسط الأول من الفوائد على ديونها في أقرب وقت هذا الأسبوع، وسط ظروف مالية صعبة للشركة. وأكدت الغارديان أن "ظروف الشركة المالية أصعب بكثير مما هو متوقع"، مبرزة أن "الأمور وصلت حد إقدام ماسك على عرض أثاث المقر الرئيسي للشركة في سان فرانسيسكو للبيع بالمزاد، وهي الخطوة التي أثارت ردود فعل ساخرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وبينها تويتر نفسها. وكشف ذات المصدر أن "المقاعد والمكاتب وأجهزة الكمبيوتر وحتى ماكينات القهوة عرضت للبيع"، كما "باع إيلون ماسك تمثالا للشعار الطائر على تويتر الأسبوع الماضي مقابل 100 ألف دولار". وأبرزت الصحيفة أن "المبلغ الواجب سداده أضخم بكثير مما قد ينتج عن بيع الأثاث المستعمل"، مشيرة إلى أن "خيارات ماسك لحل هذه الأزمة تبقى محدودة، خاصة وأنه مطالب بدفع المبلغ قبل نهاية الأسبوع". سياسات أفقدت تويتر شعبيته وأغرقته في الديون اشترى إيلون ماسك، صاحب شركة تيسلا للسيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس للفضاء، منصة التواصل الاجتماعي تويتر مقابل 44 مليار دولار، في صفقة حولت السيطرة على المنصة التي يستخدمها الملايين إلى ملكية فردية للرجل الذي كان وقتها أغنى شخص في العالم. وبعد استحواذ ماسك على المنصة بشكل فعلي، اتخذ الملياردير الأمريكي قرارات تسببت في فوضى عارمة في تويتر، ووضعت ماسك نفسه في مأزق بسبب أفكاره الخاصة بحرب أوكرانيا وأزمة تايوان. وتبعا لذلك، انخفضت عائدات الإعلانات على تويتر بشكل حاد، وهي التي تمثل 90% من حجم مبيعات المنصة، بسبب قلق العملاء بشأن معايير سياسة الاعتدال بعد استحواذ ماسك على المنصة والمحاولة الفاشلة لإعادة إطلاق خدمة الاشتراك على تويتر. ومن جهتهم، قرر عشرات الآلاف من المشاهير والزعماء مغادرة تويتر، بعضهم اعتراضا على قرار ماسك تسريح 50% من العاملين في شركة تويتر حول العالم، وبعضهم قرر الرحيل بعد فرض ماسك رسوما على علامة التوثيق الزرقاء للحسابات. وإضافة إلى ذلك، تراجعت عائدات تويتر اليومية بنسبة 40%، كما أن تدفق تويتر النقدي، وهو بمثابة مؤشر لقدرته على الوفاء بمدفوعات الديون، تراجع شيئا فشيئا. شبح الإفلاس يلوح في الأفق كشف بريان كوين، الأستاذ في كلية الحقوق في بوسطن، أن "تخلف ماسك عن سداد الدفعة الأولى من الديون هذا الأسبوع يمكن أن يدخل تويتر في إجراءات الفصل 11 من قانون الإفلاس، حيث تكون الشركة محمية من الدائنين مؤقتا أثناء محاولتها إعادة هيكلة مواردها المالية". ومن شأن هذا الأمر، حسب كوين "تعريض استثمار ماسك في تويتر للخطر"، مشيرا إلى أن "البنوك عندما تنظر إلى ماسك، فإنها تتطلع إلى ما هو أبعد من تويتر فقط، فهي تنظر أيضا إلى تسلا وشركة سبيس إكس لتقنيات الفضاء، كمصدر لسداد الديون". وأشار ذات المتحدث إلى أن "البنوك قد تسعى أيضا للحصول على حصة في تويتر ضمن أية اتفاقية لإعادة هيكلة الديون، وهو الأمر الذي من شأنه إضعاف سيطرة ماسك". وأفاد الأستاذ نفسه أن "ماسك قد يعمل على إعادة المعلنين إلى المنصة، أو زيادة الاشتراكات في تويتر عبر مزايا جديدة، وذلك لتجنب الخيارات التخلي عن المنصة أو فقدانها بسبب الديون".