وجه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، رسالة إلى الدول المشاركة في القمة العربية المقبلة، المرتقب أن تحتضنها الجزائر. في هذا السياق، أكد بوريطة في كلمة أمام مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 158، اليوم الثلاثاء 6 شتنبر الجاري بالقاهرة، أن "القمة العربية المقبلة يجب أن تنعقد على أساس الالتزام بالمسؤولية، بعيدا عن أية حسابات ضيقة أو منطق متجاوز". وأضاف بوريطة أن "السياق الدولي والعربي يسائل القمة المقبلة لتنعقد على أساس الالتزام بالمسؤولية، بعيدا عن أية حسابات ضيقة أو منطق متجاوز، وتوطيد الثقة اللازمة، والتقيد بالأدوار الخاصة بكل طرف". وذكر الوزير أن "المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، حرص على الانخراط في صلب العمل العربي المشترك، سواء من داخل الأجهزة الرئيسية لجامعة الدول العربية، أو من خلال الهيئات المتفرعة عنها، والذي تجسد في احتضان المملكة المغربية لسبع قمم عربية، ساهمت في جمع الكلمة العربية وإعطاء زخم جديد للعمل العربي المشترك". وفي سياق متصل، أبرز ذات المتحدث أن "العالم العربي يوجد اليوم أمام مفترق طرق جد صعب، يفرض علينا بإلحاح تجاوز المعوقات التي تحول دون تعزيز اللحمة والتضامن بين أقطارنا العربية، وتصرف أنظارنا وجهودنا عن التصدي للقضايا الكبرى السياسية منها والاقتصادية المطروحة بإلحاح على الأجندة العربية، والتي يتعين التعامل معها بفاعلية". واعتبر الوزير أن "الإشكال الرئيسي يكمن في غياب رؤية مشتركة واضحة لمواجهة تلك التحديات، بما يحافظ على أمن الدول واستقرارها ووحدتها الترابية والوطنية". وتبعا لذلك، دعا بوريطة إلى "تبني قراءة موضوعية لواقع العالم العربي، المشحون بشتى الخلافات والنزاعات البينية، والمخططات الخارجية والداخلية الهادفة الى التقسيم ودعم نزعات الانفصال وإشعال الصراعات الحدودية والعرقية والطائفية والقبلية، واستنزاف المنطقة وتبديد ثرواتها". وشدد وزير الخارجية على أنه "آن الأوان لوضع أسس قوية لشراكة عربية مندمجة تهدف إلى تطوير آليات العمل العربي المشترك، وبناء نظام جماعي حديث ومتجدد وفعال، يوفر الشروط الموضوعية للتعاون البيني وتشجيع الاستثمار وتأهيل الاقتصاد والإنسان العربي وتحسين أدائه وتسهيل انخراطه في مجتمع المعرفة والاتصال، وتكريس مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، في مراعاة لخصوصيات ومقومات كل بلد وشعب بإرادته المستقلة وحسب وتيرة تطوره". أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فقد أشار بوريطة إلى أنه "ينبغي أن ينظر إليها من منظور بعيد عن منطق المزايدات والتوظيف السياسي"، مشيرا إلى أن "المغرب سيواصل من هذا المنطلق بقيادة الملك محمد السادس، الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلم وأمان". وفي موضوع آخر، تطرق الوزير لموضوع المناخ وما يشكله من أهمية بالغة، مبرزا في هذا السياق أن "الآمال معقودة على مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ الذي ستستضيفه مصر شهر نونبر المقبل لتحقيق خطوات إيجابية في هذا الاتجاه". وعرج الوزير في معرض حديثه على التغيرات التي فرضتها جائحة كورونا ، مشيرا إلى أن "المغرب إيمانا منه بمبدأ التضامن والتكافل، لم يدخر جهدا، بتوجيهات من الملك، في تقديم الدعم للعديد من الدول العربية والإفريقية لمساعدتها على تجاوز تبعات الجائحة". وتجدر الإشارة إلى أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أجرى لقاءات مكثفة مع عدد من نظرائه على هامش اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية. هذا، وقد جمعت الوزير بوريطة مباحثات ثنائية مع صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، كما تباحث مع كل من السيد خليفة شاهين المرر، وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، والسيد عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية البحريني، والسيدة نجلاء المنقوش، وزيرة خارجية ليبيا، والسيد أبشر جامع عمر، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية الصومال. وإلى جانب ذلك، تباحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أيضا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون التي شاركت في الاجتماع الوزاري العربي حيث تقدمت بطلب دعم المجموعة العربية لترشح بلادها لمنصب عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي لسنتي 2024- 2025 . مرتبط