مع ورود أنباء عن تعديلات وزارية في الحكومة الحالية، يهمنا فهم الوضعية الحالية الاقتصادية والاجتماعية التي تطبع هذه المرحلة، بل حتى السياسية في ظل غياب الكريزما القيادية والتواصلية مع المواطنين. إن السياق العالمي اليوم الذي لا زال يتخبط في تداعيات و تأثيرات أزمة جائحة كورونا ، بالاضافة الى الحرب الروسية على أوكرانيا التي ضخت مزيدا من القلق في العالم ، وتسببت في ارتفاع أسعار النفط و الطاقة، وحتى بعض المواد الغذائية. في ظل كل هذه المعطيات لابد أن نتساءل عن نجاعة الأداء الحكومي في تدبير الأزمات وأي تعديل يتطلع له المغاربة عسى أن يزف لنا حكماء وسياسيين حقيقيين همهم إخراج الشعب من نفق أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة ؟ ومما لاشك وقبل مل جواب لابد من تشخيص سريري لبغض القطاعات الوزاررة الأمثر تأثيرا وتأثرا ،إنه قطاع التعليم بشقيه ياسادة والذي يشكل نهضة الأمم و قدرتها على الابتكار والتفكير والنقذ، إلا أن مردود الوزراء بنموسى وميراوي غير ظاهر تماما ، فالأول وإن كانت نظرته للتعليم تواكب النموذج التنموي الجديد ، فإن استراتيجيته قد صبت الزيت على النار ، حيث شلت اضرابات القطاع و حرمت ابنائنا من التمدرس عن طريق هدر الزمن المدرسي، ولابد أن نؤكد مجددا أن قطاع التعليم المدرسي، من الضروري أن يتوفر على أسس تثمن العنصر البشري وتضمن تكوينه المستمر ، خاصة في الاتجاه نحو الرقمنة ، وتدريس الكيفيات ، فما فائدة المدرسة إن لم يكن المدرس مرتاحا في عمله ومخلصا فيه ، وملما بالتطورات الحاصلة في نظم التربية والتعليم في العالم ، ناهيك عن ضرورة تحديث المناهج التربوية ودعم اللغة الانجليزية ، لغة العلم والتكنلوجيا . أما ميراوي الذي أطلق مبادرة إصلاح القطاع ، فباستثناء المناظرات التي قام بها لحدود الساعة ، فإنه لا أثر لعمل حقيقي، بل إن القطع مع نظام البكالوريوس الذي أرساه الوزير السابق أمزازي، والذي كان يلائم المنظومة الانكلوساكسونية في كندا والولايات المتحدة والدول الاسكندنافية يؤكد على عدم استمرارية الادارة في المغرب. كما أن المطروح اليوم في هذا القطاع الحساس بعيد جدا عن برامج عمل الدول المتقدمة في البحث العلمي والابتكار.قطاع الصحة بدوره مر بأزمة خانقة خلال جائحة كورونا ، التي بينت حجم الخصاص في الأطر البشرية والمعدات، والسمسرة في فتح العروض ولا يخفى عليك عزيزي المتلقي الملفات التقيلة المعروضة على القضاء و الذي سيقول كلمته في حق المتورطين فيها قريبا . لكننا لحدود الساعة لم نلمس أي جهود حثيثة نحو وضع حد لأزمة المواطنين مع الصحة ، بل جعلناهم تحت وطأة القطاع الخاص ، الذي لا يملك لا رحمة ولا شفقة ولا إنسانية أمام جشع وطمع مستتمري المرض ومستغلي المرضى ، فمازال المواطنين يسلكون الطوابير في التطبيب، ولازال "السكانير" لا يشتغل في المستشفيات العمومية، وأجهزة التحاليل و غيرها . وزارة الانتقال الرقمي ، فمازالت جامدة ، في زمن السرعة في الادارة والعمل عن بعد ، إذ أن السيدة الوزيرة لم تقم لحدود الساعة بوضع برنامج معين وشرحه للمواطنين . إننا بحاجة اليوم الى بث الروح في الحكومة، روح المبادرة في العمل والبحث عن الحلول ، في عالم يزداد تأزما ويحتاج لكفاءات عالية وأمثر من دالك لضمير وغيرة وطنية . في انتظار التعديل الحكومي تقبلوا منا السيد رئيس الحكومة، ما بدا لنا من رأي في أحوال حكومتنا، وإن انتقاذاتنا لا تنقص من عملكم، بل فقط وطنيتنا من تدفعنا نحو الكتابة والتعبير عن آرائنا عساها تحرك في أحزابنا وسياسيينا المحترمين حماسهم وتفاؤلهم وتذكرهم بوعودهم أتناء حملاتهم الانتخابية ، فالكراسي لا تدوم لأحد . ذ/ الحسين بكار السباعي محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.