ينزل من على سلم طائرة جزائرية ليجد في استقباله السفير الجزائريببروكسيل ومعه أسطول سيارات فخمة تليق بمقام السيد رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبّون كما كان منتظراً.. غير أن الذي ترجل تعود ملامحه إلى ذاك الوجه المتعدد الأسماء والهويات منذ أن ضبط بإسبانيا تحت اسم بن بطوش.. هو نفسه اليوم ينزل بجواز دبلوماسي جزائري كعادته باسم براهيم الغالي باعتباره رئيسا لدولة الجزائر الصغرى نيابة عن رئيس الجزائر الكبرى.. ليحضر أشغال القمة الأوروبية الإفريقية ببروكسيل.. ليس في الأمر أية مبالغة في الوصف.. فهذا الشخص لا يعدو أن يكون موظفا بسيطا وفق الدور المرسوم له في هذه المسرحية الطويلة التي لا تلقى التصفيق الا من عصابة المرادية ووكالة أنبائها الرسمية وبعناوين بارزة تمجّد هذا الحضور وتعتبره انتصاراً دبلوماسيا غيرمسبوق.. بالرغم من ضغوطات المخزن كما جاء في المقال الرسمي لوزارة عمار بلاني مما جاء فيه : (.. أن نظام المخزن الذي حاول أن ينكر ثم يشكك في الدعوة التي وجهت للجمهورية العربية الصحراوية للمشاركة في القمة الافريقية-الأوروبية, مني بهزيمة نكراء إثر الحضور الرسمي للصحراء الغربية ممثلة في الرئيس الصحراوي, في القمة, لتتواجد الى جانب كل ممثلي باقي الدول في هاتين المنظمين) قبل التفصيل في هذا الانتصار الدبلوماسي المزعوم فقد بدا هذا إبراهيم الغالي ( (ديالكوم) رخيصا جدّاً حين رفض كافة رؤساء الدول ورؤساء الحكومات الأوروبية استقبال خلال أشغال القمة الإفريقية الأوروبية بروكسيل، و ظهر منبوذا بين كبار المسؤولين الأوروبيين.. هذا الإستقبال وبهذا الأسلوب هو رسالة واضحة للدولة الراعية لهذا الكيان الوهمي . وبالرغم من هذه الإهانة فما زال حضوره في هكذا قمّة انتصاراً واختراقا دبلوماسيا غير مسبوق حسب الدوائر الرسمية لنظام العصابة التي ما فتئت ابواقها منذ صباح اليوم تطبل لذلك ليقف العالم عن الفصل الثاني من مسرحية بن بطّوش الذي تسلّل بوثيقة مزوّرة إلى أشغال القمة الأوروبية الإفريقية.. ذلك ما كشفته إرسالية عن رئيس البرلمان الافريقي الكاميرون روجي دانفيس لنبعوثة البرلمان الأوربي تكشف عن فبركة وتزوير لوثيقة لا اساس لها من الصحة نشرت على الموقع الرسمي البرلمان الأوربي.. موضحا أن تلك الوثيقة لم تكن في أية لحظة مسطرة في برامج او مناقشتها في لجان الاتحاد الإفريقي.. وأن ورودها على أنها وثيقة صادرة عن الاتحاد الافريقي مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة مطالباً إزالتها من الموقع الرسمي للبرلمان الأوربي.. مؤكداً على ضرورة الإعتذار من المتورطين في هذا التزوير علناً.. وطبعاً لا يحتاج الإخوة الأفارقة والمنتظم الدولي إجراء أي بحث للوصول إلى المتورطين في هكذا تزوير.. فعلامة الدار على عتبتها كما يقال.. إذ لا يذكر نظام العصابة بالجزائر حتّى تحتاط جميع دول العالم في كل ما يصدر عن هذه الدولة من وثائق ومستندات قابلة للفبركة والتزوير.. وهل هناك دولة لها الجرأة في تزوير وثيقة جواز السفر غير العصابة والمافيا.. لا تذكر الجزائر اليوم بين الدول إلاّ و يرافقها الكثير من التحفظ وعدم أخذ الأمر بالجدية اللازمة أمام تصريحات مسؤوليها أومواقفها أوقراراتها.. هو النظام الذي بنى مجده عبر شراء الذمم من جهة.. والتزوير والمناورة والدسائس.. ذاك المجد الذي أصبح الآن أهون من بيت العنكبوث.. وهي الآن أمام هذا الفصل الثاني من مسلسل بن بطوش تكون قد ورّطت أوروبا كلها بعد أن استفدت بإسبانيا في الفصل الأول من عملية التزوير.. وتضع مصداقية المؤسسة الأوروبية التي لم تتحرّ الحقيقة قبل نشر الوثيقة المزوّرة.. علماً هذا المسلسل التزويري يكاد ينطق بالحقيقة عن واقع الشيء نفسه وهي أن هذه الجمهورية الوهمية هي في خلقها غير شرعية بل مزورة للتاريخ والجغرافية.. بالرغم من كل الإمكانيات التي صرفت من قوت الجزائريين على هذا المخلوق الهجين إلى حدود اللحظة فاقدا لأية شرعية خارج التزوير.. ونحن أمام الفصل الثاني من هذا المسلسل البطوشي جعلني افهم جيداً لماذا تكلم رذيس العصابة هناك عن غلق الأبواب وهوسلوك طبيعي عند الموزورين والمفبركين ومرتكبي الجرائم وحرق الغابات وايثار الفتن.. فهؤلاء لا يشتغلون.. هي الأفعال التي يخطط لها وراء الأبواب الموصدة والمغلقة عن الوضوح والشفافية والحقيقة.. هي الجزائر اليوم وهي تحقق أمنية وحلم المقبور هواري بقيادة إفريقيا وريادتها.. لكن في التزوير والفبركة والتلفيق..