ابتسمت الضربات الترجيحية لمصر، و تتأهل إلى نهائي كأس إفريقيا بعد الفوز على الكاميرون بواقع 3/1، بعد نهاية المباراة التي جرت أطوارها اليوم الخميس، على أرضية ملعب أوليمبي بياوندي الكاميرونية، لحساب نصف نهائي "الكان"، بالتعادل السلبي بينهما. ودخل المنتخب الكاميروني المباراة في جولتها الأولى ضاغطا على الدفاع المصري، بحثا عن هدف السبق الذي سيجعل مدربه كونسيساو مرتاحا، فيما لم يجد لاعبو مصر سوى الدفاع عن مرماهم للإبقاء على نظافة شباكهم، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة من خلال سرعة محمد صلاح لعلها تعطي أكلها مع مرور الدقائق. ونزل رفقاء أبو بكر بكل ثقلهم على مصر، سعيا منهم لافتتاح التهديف الذي ظل مستعصيا عليهم، بالرغم من المحاولات التي أتيحت لهم، فيما ظل الفراعنة يناورون بين الفينة والأخرى وقتما سنحت لهم الفرصة، بغية مباغثة أونانا وزملائه بهدف ضد مجريات اللعب. وكاد منتخب الأسود الغير مروضة من افتتاح التهديف مع منتصف الجولة الأولى برأسية ميشيل نغادو، لولا القائم الذي ناب عن الحارس أبو جبل في التصدي، علما أنه ضيع فرصة أخرى سانحة للتهديف بعدما فشل في التسديد، بينما كانت إحدى الهجمات المرتدة لمصر التي قادها محمد صلاح أن تأتي بالجديد لو كانت سريعة بقليل، لتتواصل الأمور على ماهي عليه في الدقائق الأخيرة، إلى حين صافرة الحكم غاساما، التي أعلنت عن نهاية الشوط الأول على واقع البياض. وكانت الجولة الثانية مختلفة تماما عن سابقتها، بعدما بدأها المنتخبان بحيوية أكبر، بهجمة هنا وهناك لتسجيل الهدف الأول الذي سيضع أحدها في النهائي، لمواجهة السنغال يوم الأحد على الساعة الثامنة مساء، علما أن أسود الترانغا تمكنوا من حجز مقعدا لهم في النهاية، جراء الانتصار أمس الأربعاء على بوركينافاسو بثلاثة أهداف لهدف. وكان محمد صلاح قريبا من افتتاح التهديف لمصر في الدقيقة 55 عندما انفرد بالحارس أونانا، مستغلا تمريرة خاطئة من المدافع الكاميروني، لو لم تخنه اللمسة الأخيرة، وتألق أندريه في إبعاد الكرة بقدمه، لتتواصل أطوار المباراة في شوطها الثاني، بندية كبيرة بين الطرفين لزيارة الشباك التي استعصت عليهما طيلة 60 دقيقة. وواصل المنتخبان ضغطهما العالي، مرة على الحارس أبو جبل، وتارة على أونانا، دون التمكن من زيارة الشباك، في ظل توقفهما الجيد رفقة الدفاع، ليتأكد جليا أن المباراة ستحسمها جزئيات صغيرة وبخطأ من أحد الدفاعين، علما أن المدربين "كونسيساو وكيروش"، أخرجا كل أوراقهما قبل نهاية اللقاء بعشر دقائق، بحثا عن إنهاء المواجهة في وقتها الأصلي وتجنب مرورها إلى الأشواط الإضافية، خصوصا من قبل مصر التي لعبت مبارتين متتاليتين ب120 دقيقة، ضد كل من كوت الديفوار في الثمن، والمغرب في ربع النهائي. واستمرت الأمور على ماهي عليه في الدقائق الأخيرة من المباراة، بدون التمكن من التغيير في عداد النتيجة، بالرغم من كثرة المحاولات التي أتيحت للمنتخبين معا، لينتهي اللقاء في شوطيه الإضافيين بالتعادل السلبي صفر لمثله، ليمر المنتخبان على إثر ذلك إلى الأشواط الإضافية بغية الحسم في هوية المتأهل إلى النهائي، علما أن الجديد الوحيد الذي عرفته الدقائق العشر الأخيرة، هو طرد مدرب مصر كارلوس كيروش، ومنح بطاقة صفراء لمساعده وائل جمعة. ولم يعرف الشوط الإضافي الأول أي جديد، بعدما ضيع المنتخبان معا كل المحاولات التي سنحت لهما، علما أن المنتخب المصري كان الأخطر من خلال الفرص السانحة له، حيث كان قريبا من تسجيل الهدف في أكثر من مناسبة، لتنتهي الجولة الأولى الإضافية على واقع البياض، ويتأجل الحسم في هوية المتأهل إلى النهائي إلى غاية الشوط الإضافي الثاني. وسارت الجولة الثانية الإضافية على نفس منوال الأولى، بتضييع الفرص السانحة للتهديف، خصوصا من قبل المنتخب المصري الذي كان قريبا من بلوغ هدفه، لولا التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، لتنتهي المباراة في أشواطها الأصلية والإضافية بالتعادل السلبي صفر لمثله، ويمر الطرفان إلى الضربات الترجيحية، التي أهدت الانتصار والتأهل إلى المنتخب المصري بواقع 3/1 على حساب نظيره الكاميروني. وسيواجه المنتخب المصري نظيره السنغالي في نهائي كأس الأمم الإفريقية، يوم الأحد السادس من فبراير الجاري، بداية من الساعة الثامنة ليلا، على أرضية ملعب أوليمبي بياوندي الكاميرونية.