بعد يومين فقط من تلاشى مفعول الانتصار الوهمي على جار السوء كما جاء في إحدى اليوميات الورقية.. وأكثر بكثير في جرائد رسمية أخرى.. عاد شعب الطوابير صبيحة هذا اليوم إلى التسابق من أجل الظفر بخنشة حليب.. أوما يسمّى بالغبرة المستوردة + الماء الجزائري.. عاد دون أن يدرك أن نتائج لعبة كرة القدم أو غيرها لن تغيّر حاله أو أحول معيشته.. ولن تخرجه من الطوابير الطويلة عبر مختلف الولايات الجزائرية ما لم يستطع أن ينتصر أوّلاً على الطغمة العسكرية الجاثمة عليه وعلى خيرات بلاده.. وإذ ندعو له بهذه الصحوة من أجل إنقاذه فإننا نتفهّم كل هذا الحقد الدفين الذي غرس فيهم تربية وسلوكا طيلة هذا الحكم العسكري منذ بوخروبة إلى الآن.. وهو الفرق الجوهري بيننا وبينهم كشعب مدني وبسلطات مدنية ونظام ملكي متفاعل مع تطلعات شعبه.. مع شعب تربّى على المنافسة الشريفة بين الشعوب.. إذ ينتصر فباستحقاق دون النيل من الخصم.. أو ينهزم فبشرف دون الطعن في قواعد اللعبة.. إلا في المباريات ذات الصلة بقضايانا الاستراتيجية الكبرى فإننا أمام خيارين لا ثالث لهما.. إمّا الانتصار.. أو الصمود حتّى الانتصار وهي القاعدة السحرية التي أسقطنا بها خصوم وحدتنا الترابية منذ 1975 آخرها ألمانيا التى خرجت اليوم عبر موقعه الرسمي باسم الحكومة الجديدة أهمّ ما جاء فيه اعتبار القرار الأممى الأخير مرجعا أساسيّاً ووحيداً لحل النزاع الإقليمي في الصحراء المغربية.. و ساتواضع بمافيه الكفاية لشرح هذا الموقف الدبلوماسي الجديد لتبون ومن معه إذ يعني في التفصيل الممل أن الجغرافية هي مغربية.. والتدبير المحلى للساكنة الصحراوية كجزء من هندسة المجال الجهوي وطنيا في إطار الجهوية الموسّعة ويعني بلغة كرة القدم إلإصابة القاتلة والفاصلة في مرمى أهم حلفائكم إلى حدود البارحة.. المبارة التي لعبتم فيها دور نفّاخ الطبول كعادتكم من أجل النيل من بلدنا ذات الصلة بقضيتنا الوطنية من جهة..أو تقزيم دورنا في الملف الليبي الذي اعترفت ألمانيا عبر بيانها اليوم بوزن المغرب وأهميته في تصريف الإجندة السياسية المتفق عليها داخل ليبيا وفق مخرجات اتفاقية الصخيرات وما تلاها هي المبارة الحقيقية ذات النتائج المؤثرة والفاعلة الآن وهنا ومستقبلا.. غيرهذا الانتصار وبهذا الحجم.. فهو زبد يذهب جفاءاً مع طلوع الفجر لليوم الموالي.. فالف مبروك.. لفريقنا الوطني الدبلوماسي على هذه السلسلة من الانتصارات.. دراية واسلوبا وحنكة.. و بالكثير من عزّة نفس وكرامة أمام أحفاد بيسمارك الذين جاءوا كي يقولوا للعالم اليوم بأن هناك أمة مغربية تستحق منا الكثير من الإحترام والتقدير.. بعد أن كانوا إلى حدود الأمس قد تجاهلونا في مؤتمر برلين رقم واحد.. هي كما قال الشاعر : ألا لا يجهل أحد علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا.. طبعآ مع الكبار.. بقسم الصفوة والنخبة الفاعلة في عالم ما بعد الگرگرات