حصدت الحلقة الأولى من المسلسل الذي يُبث أسبوعياً كل خميس على شاشة القناة الثانية المغربية، ويُعاد بثها عبر موقع اليوتيوب تفاعلاً ومشاهدات مهمة في ظرف وجيز .. ولم يتصدر المسلسل الدراما الرمضانية على اليوتيوب فقط ، بل حصدت أيضاً نسبة مشاهدة مهمة، بوأتها في مقدمة الدراما التلفزية على القناة الثانية ، مما ينم عن سرعة بديهة المشاهد المغربي وفهمه العميق لآليات اشتغال الدراما .. جعل المسلسل الجمهور المغربي يفتخر بدراما بلده وبصناعها .. ويعود سر تحقيق هذه النتيجة و ركيزتها وعمودها الرئيس إلى العمل الجاد والغيرة على الدراما المغربية ورغبة المشرفين على العمل في الدفع بهذا الميدان إلى أرفع مستوى و تقديم منتوج تلفزي مغربي ، وفق رؤية بصرية جمالية مساهمة في تمرير ما يسعى إليه المسلسل من رسائل ، .. كل هذا برؤية بصرية جمالية جذابة لهذه الدراما الاجتماعية .. و يبقى أداء الممثلين و جمالية الصورة وجودة الصوت والجينيريك الجذاب بأغنية مؤداة باحترافية كبيرة من طرف النجمة جنات مهيد ، إضافة إلى طرح عدد من المواضيع ، نقط قوة العمل بالإضافة إلى حبكة القصة وتعدد ما أثير فيها من مواضيع ، هذه العناصر مجتمعة تعطي القدرة على إبهار قلّما نجده حاضرا في الدراما المغربية، وقدرة على شد اهتمام المتلقي مما أظهر الجهود المبذولة في إخراج المسلسل في حلة جد متميزة .. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما سر إعجاب المغاربة بالمسلسل و ولعهم الكبير بها .. و لعلّ أول ما قد يتبادر إلى الذهن هو فكرة تعطش المغاربة لرؤية كل ماهو درامي أو تراثي مغربي أصيل – عن طريق أعمال درامية و شخصيات تشبههم وتعبر عما يفكرون فيه وما يخالج صدورهم من آمال وما يعتريهم من آلام .. وهذا جزء من التفسير للإقبال على هذا العمل الدرامي المعروض على القناة الثانية .. فالمشاهد المغربي يريد أن يشكل التلفزيون مرآة يرى فيها نفسه، لهذا تراه يترك ما تعود على متابعته في الأيام عادية من دراما تركية، أو عربية ليولّي وجهه تجاه العمل الوطني .. هناك عدة عناصر اجتمعت أو تظافرت لتخلق قصة نجاح هذا العمل الذي أحبّه المغاربة ، من سيناريو محبوك ، مخرجة مخضرمة ، إنتاج جيد ، مشخصين أكفاء و فريق تقني محترف ..