كشف أولفييه براتيلي، المحامي الفرنسي الذي وكله المغرب في قضية اتهامه بالتجسس باستعمال برنامج "بيغاسوس"، أن كلا من منظمة "العفو الدولية" و"فوربيدين ستوريز" لم تنجحا في تقديم أدلة للقضاء بشأن استعمال المغرب البرنامج المذكور للتجسس على شخصيات وطنية وأجنبية. وكانت المحكمة الجنائية بباريس قد منحت مهلة قانونية للمنظمتين من أجل تقديم الأدلة الكافية على الاتهامات التي روجتها ضد المغرب، إلا أن المهلة انتهت، وفق ما أكده أولفييه براتيلي، دون إتيانهما بالأدلة. وأوضح المحامي وفق ما أكدته صحيفة "ليكونوميست" يوم أمس الخميس 5 غشت الجاري، أنه سيسلم المدعي العام بباريس تقريرا عن الخبرة التقنية التي تؤكد أن المغرب لم يستخدم من قبل برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس". وأشار المحامي إلى أن الخبرة المذكورة أشرف على إنجازها مجموعة من الخبراء في مجال المعلوميات، مؤكدا أنه طالب العدالة الفرنسية بالتحقيق لمعرفة من يقف وراء هذه القضية وهذا التلاعب الذي تعرض له المغرب. ولفت أوليفيي إلى أن "المغرب له أعداء كثر على الساحة الدولية"، مضيفا أن الأمر يرجع لريادته في الكفاح الدولي ضد الإرهاب، وكذا صداقته الدائمة مع فرنسا، والتي تسفر عن تعاون استخباراتي في إحباط الهجمات على الأراضي الفرنسية، وهو الأمر الذي يثير استياء البعض". ويشار في هذا الصدد إلى أن الصداقة بين الملك محمد السادس و الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم تطلها أية شوائب، حيث بعث الأخير ببرقية تهنئة للملك في عيد العرش، كما أعرب عن أمله في تطوير "الشراكة الاستثنائية" بين المملكة والجمهورية، وذلك على الرغم من محاولة بعض الجهات إفساد هذه العلاقة، والترويج لتجسس المغرب على هاتف ماكرون. يذكر أن المغرب كان قد وكل عبر سفيره في فرنسا شكيب بنموسى، المحامي أوليفييه باراتيلي برفع دعوتين بتهمة التشهير ضد كل من منظمة "العفو الدولية" و"فوربيدين ستوريز"، وذلك إلى جانب البحث القضائي الذي فتحته محكمة الاستئناف بالرباط، بتعليمات من رئاسة النيابة العامة، حول المزاعم والادعاءات التي تضمنتها مواد إخبارية صادرة عن صحف أجنبية. وإلى جانب ذلك، تقدم المغرب أيضا في شخص سفيرة المملكة ببرلين زهور العلوي، الاثنين المنصرم، بطلب إصدار أمر قضائي ضد شركة نشر صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، بشأن "ادعاءات كاذبة في إطار تقرير صحافي حول الاستخدام المزعوم لبرنامج التجسس (بيغاسوس) من قبل المملكة المغربية".