زهاء عشر سنوات مضت ،كانت كافية للوقوف على ظروف حاسمة ميزت شمال إفريقيا بصفة عامة ومعه شكل المغرب استثناءا منذ الربيع الديمقراطي ، وصولا إلى أزمة كوفيد 19، وحيث تبين للشعب المغربي أن من هم أولى بإيجاد حلول مستعجلة ، وتنزيل قرارات حاسمة لمعالجة الازمات ظلوا صامتين وكأن بآذانهم وقرا. رياح فساد تهب دون سابق إنذار، و تتغلغل كسرطان ينهش صمود شعب يسعى جاهدا لتجاوز كل الصعاب، شعب فئاته العريضة تعاني اليوم في صمت وغدا علمه في الأقدار، هذا في ظل إصلاح وإشراف ملكي على الدفع بالمغرب درجات ، وخلق مشاريع أكثرها متعثر دون حياء من المسؤولين الذين بممارساته هذه يعرقلون ويسعون لنسف مبادرات بوعي ودون وعي. لا غلو أننا اليوم أصبحنا مطالبين بمراجعة العديد من الاختيارات ، يكون فيها محاربة الفساد أولوية الشعب والمؤسسات بنهج سياسة مسح الطاولة raser la table ، واعادة الحسابات بدقة وبمعادلة يكون محورها ورقمها الصعب المواطن، أمر تفصلنا عنه شهور معدودة، ونتوجه بعدها الى صناديق الإقتراع ، وهنا يجدر بنا أن نذكر بخطاب صاحب الجلالة سنة 2015 الذي لخص أهمية المواطن في اختيار ممثليه بالقول" إن التصويت حق وواجب وطني، وأمانة ثقيلة عليكم أداؤها، فهو وسيلة بين أيديكم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيدا كان أو سيئا". نعم إنها مسؤوليتنا، نحن من يملك حق الإختيار بين الفاسد والنزيه، وحيث يجدر أن نذكر قراءنا الأعزاء حينما صوت البرلمانيون المحترمون ، بأغلبية ساحقة على الإبقاء على تقاعدهم وتعويضاتهم في حين رفعوا أياديهم عاليا في وجه ميزانية التعليم العالي والصحة ، إنها مهزلة ممثلي الشعب ، و تستر مستمر على ناهبي المال العام و الذين أضحت محاكمتهم مطلبا شعبيا لاسترجاع ثقة المواطن في مؤسساته . نحن على ابواب الانتخابات والدستور يكفل الحق في التعبير لكل مواطن سواء كان ناخبا أو منتخبا، فقط علينا أن نحسن الإختيار وما أصعب الاختيار، أن نحسن الإختيار معناه أن نصوم يوما واحد عن تلقي الأموال من فاسدين ، همهم الاول والأخير مواصلة الفساد، أن نحسن الإختيار معناه أن نصوم يما واحدا عن الولائم " والزرود "، وأن نعلم أن أضحية العيد بصوف التصويت والإنتخاب يبقى أجرها حدود جدران المنازل، فذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها. وختاما فالمواطن يتوفر على سلطة "الصوت" الانتخابي الغاية منه الحفاظ على مصالح الوطن والمواطن، وأن نجد بحق من يسعى لحلّ مشاكلنا، ومحاسبة وتغيير فسادنا، وهذا ما ستسفر عنه صناديق الإقتراع… ذ/ الحسين بكار السباعي محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.