كلما تحدثت مع هذا اللاعب إلا وأكتشف يوما بعد يوم تواضعه وحسن تعامله مع الآخرين، بأخلاقه كسب إحترام الجميع وله شعبية كبيرة في المنطقة، عز الدين حيسا أو «نيستا السوسي» أبان مرة أخرى عن قتالية في الميدان، رغم أنه كان مصابا في كاحله أصر على المشاركة في المباراة الأخيرة ولم يستسلم للألم، وهو مثال يحتدى به في الإصرار وفي حب القميص، حيسا تحدث لنا بنبرة الطموح عن هدف الفريق هذا الموسم وعن الأشياء التي تغيرت فيه نكتشفها تباعا من خلال هذا الحوار.. المنتخب: حققتم الإنتصار في أولى مباريات الإياب أمام الدفاع الجديدي ماذا يعني لكم ذلك ؟ حيسا: أكيد أن هذا الإنتصار سيمنحنا الثقة للإشتغال بأريحية لمسايرة باقي المباريات، وكما تعلم أن أول مباراة سواء كانت مباراة بداية الموسم أو الشطر الثاني تعتبر مهمة وصراحة كنا متحمسين للغاية للفوز في هذه المباراة التي كانت تكتيكية وكان الخصم قويا، لكن إستطعنا أن نسجل في وقت جيد وبالتالي حاولنا الحفاظ على النتيجة حتى النهاية والفوز كان مهما لأننا إشتقنا للإنتصار منذ الجولة السابعة أمام الرجاء، وأتمنى من الأعماق أن نسير على هذا النهج لتحقيق الإنتصارات بخاصة بالميدان لجمع أكبر عدد من النقاط لاحتلال رتبة متقدمة تخول لنا المشاركة في منافسة إفريقية أو عربية بحول الله. المنتخب: إرتباطا بهذه المباراة، هل وجدتم أي صعوبات في مواجهة الدفاع الجديدي لأول مرة بمدينة تارودانت ؟ حيسا: صحيح، الصعوبة كانت تكمن في صغر الملعب الذي لم نتعوذ على اللعب فيه، وكنا في حاجة لبعض الوقت حتى نستأنس مع اللأجواء وكل ما يخص الملعب، الحقيقة أننا تعوذنا على الإستقبال بملعب الإنبعاث الذي نعرف كل شبر فيه، لكن مع ذلك حققنا الأهم وأفلحنا في حصد النقاط الثلاث وأقدر تعب جمهور حسنية أكادير الذي حل بتارودانت لمساندتنا وأشكره على ذلك ونهدي له هذا الإنتصار وما هذا إلا أول الغيت وأشكر كذلك جميع فعاليات مدينة تارودانت والسلطات الأمنية على تأمين المباراة وحماية الجميع والشكر كذلك موصول للجمهور الروداني الذي ساندنا، ومتمانياتي كما يتمنى الجميع أن يفتتح ملعب الإنبعاث قريبا بعد الإنتهاء من الإصلاحات، ولا أدري لماذا ملعبنا يغلق وملاعب أخرى بأرضية كارثية أكثر من ملعبنا يعطى لها الضوء الأخضر لاستقبال المباريات ولعل الصورة التي شاهدنا عبر التلفاز خير دليل على ما أقوله. المنتخب: ماذا تغير في حسنية أكادير هذا الموسم مقارنة مع الموسم الماضي الذي كان موسما للنسيان ؟ حيسا: أول شيء أن الفريق حافظ على عناصره التي تعتبر ركائز أساسية، وكما تابعتم أن في بداية الموسم قمنا بمعسكر إفران الذي أفادنا كثيرا بدنيا من خلال خوض عديد المباريات الودية تلاه معسكر الدارالبيضاء هو الآخر عكس الموسم الماضي الذي لم تكن فيه الإستعدادات بنفس الطريقة وجلب الفريق أسماء من خارج المغرب لم تقدم الإضافة، ناهيك أنه غير بنسبة كبيرة من جلده مما ساهم على البصم على موسم كارثي، لكن مع مديح اختلفت عديد الأشياء، وها نحن نقدم موسما جيدا إلى الآن وعلينا أن نتواضع عند الفوز لكي نواصل بثبات وأهم ما يميز المجموعة هو الإنضباط في التداريب وروح التعاون والإنتدابات التي قامت بسد الثغرات حتى وإن لم تكن الأفضل من حيث القيمة المالية، لكنها الأنسب ولمسة المدرب القدير مصطفى مديح كانت واضحة، هذه هي إضافات هذا الموسم وبالتالي الذكي من يتعلم من أخطائه وقد استفدنا من الدروس جيدا. المنتخب: بصراحة، هل حسنية أكادير أصبح قادرا على المنافسة على اللقب بخاصة أن الجماهير السوسية تتمنى مشاهدة فريقها على منصات التتويج ؟ حيسا: سأجيبك بصراحة كما طلبت مني، كل فريق يلعب حسب إمكانياته ونحن في حسنية أكادير لا نملك موارد مالية كبيرة لاستقطاب أسماء رنانة أو أفضلها في البطولة الوطنية أو بالخارج، وكما شاهدت أن تدعيم الصفوف يكون بعناصر شابة أو الخبرة ولا تسمع عن صفقات كبيرة مثل التي تقوم بها بعض الأندية والتي يعرفها الجميع، ربما من الأمور الهامة التي تساعدك على المنافسة على اللقب هي التوفر على ميزانية كبيرة وهذا يتأتى من خلال إحتضان الفريق من طرف أكبر وأشهر المستشهرين الذين يضخون سنويا أموالا مهمة، وهذا لا يوجد في حسنية أكادير الذي لا يتوفر على موارد مالية كثيرة والسبب معروف، لكن أهم ما يميز هذه المجموعة الإنضباط والأخلاق، ونحن ما زلنا في بداية الشطر الثاني وسنحاول أن نجتهد لأنه ما زال ينتظرنا عمل كبير وتركيزنا سيكون منصب على احتلال مركز متقدم للمشاركة في منافسة إفريقية أو عربية، كما أسلفت الذكر لكن قبل ذلك علينا جمع عديد النقاط وأن نحاول الحفاظ على نفس المستوى. المنتخب: تحدثت عن لمسة المدرب كسبب من بين الأسباب التي غيرت الفريق، ما أضاف مصطفى مديح كي نشاهد عودة الروح من جديد في فريق الحسنية ؟ حيسا: من الصعب أن أتحدث عن هذا المدرب القدير بتفصيل لأنه غني عن التعريف وسمعته تسبقته، كانت له تجربة رفقة المنتخب المغربي وأندية وطنية وفي خارج الوطنية، وصراحة مصطفى مديح يتعامل معنا باحترافية وطريقته تعجبنا كثيرا، حيث يقوم بتحفيز اللاعبين لتقديم عطاء ومجهود أكبر ولن ننسى أنه لم يتخل عن الفريق في الأوقات الحرجة، بل واصلنا معنا المسير وقبل المهمة ولم يغادر حتى أنقذ الفريق من شبح النزول، لذلك نكن له احترام خاص رغم أن تاريخه يتحدث عنه بالفوز بالألقاب، إلا أنه أصر على المنافسة مع الفريق من أجل البقاء في مشهد لأول مرة يتعرض له، لكن نجحنا في الأخير بتظافر الجهود، والمدرب مصطفى مديح يحب هذه المنطقة وهي عزيزة عليه والحمد لله أننا نتوفر على مثل هذا المدرب الذي أضاف الكثير وأتمنى أن نحقق معه موسما ناجحا بكل المقاييس وبرتبة تشرف جميع مكونات الفريق. المنتخب: حيسا، أترك لك كلمة أخيرة عبر جريدة «المنتخب»، ونود أن نعرف في الختام كيف تقضي يومك ؟ حيسا: كل الشكر لكم على هذه الإستضافة وأوجه تحية لكل العاملين بجريدة «المنتخب» هذه المؤسسة الكبيرة والجريدة المفضلة التي أستمتع بقراءتها، وما سأقوله هو أن الحسنية هذا الموسم سيقدم موسما أفضل بكثير من سابقه وسنحاول أن نقارع الكبار ولو بأبسط الإمكانيات، والحمد لله أنهينا الشطر الأول من البطولة الإحترافية في مركز مريح والآن علينا مضاعفة الجهود للتقدم أكثر وأكثر في سبورة الترتيب لأن هذه المرحلة حاسمة وتحتاج لتركيز أكبر وحصد نتائج جيدة، ولا تفوتني الفرصة أن أذكر أن جميع المكونات تنتظر بشغف كبير افتتاح الملعب الكبير، وكما قرأت عبر جريدتكم أن الفريق الذي سنواجه سيكون نادي كبير وعريق وسيبقى ذلك راسخا في تاريخ الفريق وفي ذاكرة ساكنة المنطقة، أما كيف أقضي يومي، فاليوم يبدأ بالتداريب التي أخصص لها حيزا هاما من الوقت، ثم قضاء الوقت رفقة العائلة بطبيعة الحال والإلتقاء بأصدقائي للذهاب للمقهى بعيدا عن الميادين وكذا متابعة الليغا الإسبانية في نهاية الأسبوع بخاصة برشلونة الذي أتابع كل مبارياته ومثلي الأعلى يبقى هو المدافع الإيطالي نيستا.