في هذا اليوم, والذي أردته أن يكون شوطا آخَر..مفعما بتحدٍّ علمي لا ينحني ولا يلين..وحتى أوضح لكم أني لم أعد أخفي ما هو مختفيا بعناية منذ 13 سنة خلت, بين ثنايا قضية ما يسمى ب” بترول تالسينت”, وكما يكفيني فخرا واعتزازا أن أكون الأول والأخير من يكشف عن مجاهل عالم النفط المغربي..” اللُّغز المحير..الشَّبح المخيف..السَّراب المضلل..السِّحر الأسود”..”بحر الظلمات والضباب” الذي أخرس ألسنة أهل الاختصاص..وأفقدهم جرأة الإفصاح للشعب علنا بما حصل, أسوة بسلوك الأمم الراقية التي تجعل من الدساتير مرجعا لتوضيح ما جرى حتى في الغرف الخلفية المغلقة..[وليس الإجهاز على"كاتب المقال" الوطني الغيور الذي اكتشف أكبر الحقول النفطية في الكون بالمياه الأطلسية المغربية, والمنفرد بأسرار نفط المغرب بحرا وبرا, من طنجة حتى لكويرة..وتم وضعه في الدهاليز السوداء لسجون المملكة ظلما وجورا..والدفع بوالديه إلى الهلاك المبين, وعوض أن يفرحوا وينتشوا بنصر حتمي ..لم ولن يستطع أحدا في "الكون" إطفاء مصابيحه اليوم أو غدا..لكن كان لهم ما كان..وفي حين أنه لا مفر من الإحراج العظيم ..لأن النفط والغاز سيتدفقان بقوة وحتميا على طول امتداد الحقل الأطلسي العظيم الذي سُجنت من أجله]…نعم, هذا النفط الشبح.. الذي ألجم أفواه الصحافة الورقية المغربية..وأحرق أوراقها..وجف مداد أقلامها دون أن تكتب سطرا واحدا مفيدا..من أجل الكشف عن حقائق النفط المرتبط بمدينة “تالسينت” التي شغلت الدنيا بألغازها العصية على الفهم..صحيح, فالصحافة ليست من أهل الاختصاص..لكن لم تشد الرحال إلى ~تالسينت~ بعد شيوع الغموض ..أسوة بالصحافة الغربية التي تطارد ” الحقائق” وراء البحار, أي خارج أوطانها..ولأن المعاينة الميدانية لصحفي ذكي, وطرحه لسؤال واحد فقط, سيكشف عن شفرة أسرار الحقيقة الموءودة بلا جدال..لكنهم مع الأسف لم يفعلوا..وهذا ما كان يجب طرحه : -1- لماذا ألاحظ “بئر تالسينت” موضوع النفط مفتوحة إلى السماء ومليئة بالمياه الشتوية وكما انعدام لأي تلوث نفطي في محيطه ؟؟ طبعا, فهذا هو السؤال الشامل..الكافي..والشافي..وبمثابة إشارة كاشفة عن غياب قطعي ” للمنظومة الجيولوجية النفطية”بعين المكان..وكما كافية للكشف عن الحقيقية..أما البقية قد تخص فقط سلوك كائنات بشرية مجازية” من تماسيح وعفاريت وأسماك قرش” مغربية وأجنبية في كواليس مغلقة, عربدت وكذبت على الملك والشعب, لغاية تحمل~ إتيكيت المصالح أولا وأخيرا~ وكما نُسجت خيوطها بعناية فائقة في الدهاليز الخفية المغلقة..وبجرأة زائدة تخطت حدود الخطوط الحمراء..بعدما جهَّزت سلفا وعن سبق إصرار وترصد ~لسيناريو السراب النفطي الموعود~ لقضاء مآرب أخرى.. ذات أبعاد إستراتيجية.. وكما من غير المستبعد أنها استمدت حصانتها من جهات أجنبية مجهولة..للنيل من حماس ملك شاب, أظهر ديناميكية فريدة في بداية مشواره, لخدمة الوطن والأخذ بزمام الأمور بإستراتيجية مغايرة غداة جلوسه على العرش, وكذا سَيْره آنذاك بخطى ثابتة لضخ دماء جديدة في شرايين اقٌتصاد الوطن, بعد وفاة الملك الراحل” الحسن الثاني “رحمه الله” ..وهذا ربما ما جعل الخوف يدب إلى “دهاليزهم الخفية” من أن تغيير المناهج القديمة والعمل بمناهج جديدة..سوف لن تساير أبعاد طموحاتهم ذات الأبعاد البراغماتية المتوحشة”..وأن تنفيذ المخطط الرهيب, كان ورائه مآرب قد تتجاوز مصالح الأفراد والجماعات”..لكن الإعلام المغربي لم يطرح هذه الإشكالية, ولو من باب التخمين والفرضية..وكما يقال..فالشك, هو الطريق إلى اليقين..ولكن عبر سكة النشاط والحركة والتحليل المنطقي.. وفي حين أن الصحافة اكتفت بعتاب أجوف وفي الاتجاه الخطأ, لا أقل ولا أكثر. وللإشارة, فإن هذا النفط المغربي الذي كان لصيقا بمدينة ~ تالسينت~, وفي غياب المعلومة.. وكما أن اختلاط الأوراق لدى أصحاب الحال..أرخت بظلالها على مشهد معقد وغاص في ضبابية يصعب على المرء التكهن بما حصل, وليصبح الغموض سيد الموقف..لكني سأكشف عن الحقائق الجيولوجية بدقة منقطعة النظير, وفي حين سيبقى شطرا من القضية غامضا, لأن المتورطين لا يلتقطهم ” الرادار”, وبموازاة ما حصل, أقدمت الشركة المتورطة على تغيير اسمها, ومن ثم انتقلت إلى منطقة ~تندرارة~ إقليم بوعرفة, لمواصلة أشغال التنقيب, وهي محاطة بعناية تامة..وتشتغل بطاقم مهندسين غربيين, إلا مهندسا مغربيا وحيدا وغريبا في وطنه, تم تكليفه بتسيير شؤون المطبخ.. لكن..لماذا..وكيف؟ وهنا سنجس نبض أسرار دفينة.. ومختبئة وراء سراب دخان بترول لم ولن يشتعل أبدا.. وفي يوم 29 مارس 2006 وقت الظهيرة, توغلت لأول مرة في حياتي بتراب مدينة ~ تالسينت~ الواقعة في تخوم صحاري الجنوب الشرقي للمغرب.. هذه المدينة الذائعة الصيت عالميا بنفطها الغزير في علم الخيال..وكان يوما تهب فيه عواصف هوجاء.. وحيث توقفت عند مدخل المدينة, ومن ثم نزلت, لإجراء أول استكشاف نفطي لعلني أخلع الستار عن خبايا أحشاء هذه المدينة المتهمة بأنها حبلى.. وراقدة فوق بحر من النفط.. وكما سمعنا سابقا ذات صيف قائظ يوم 23 غشت سنة 2000..فلو كان ذلك صحيحا..سأكون أمثل بدون جدال ” الضربة القاضية” لكل أجواء تعتيم يلف القضية ..” ولكن أول شيء استقبلني, هي لسعة صقيع برد قاسية أوخزت أنفي بلا رحمة, ومن ثم نظرت إلى سلسلة الجبال الأطلس الحاضنة للمدينة, وبدت لي مكسوة بثلوج بهية, وأن ضبابا متناثرا تلاعبه الرياح على التلال والروابي, يثير إلى شعاب نفسي شعورا بالإحباط, لأن المهمة التي أتيت من أجلها, طبعا لن يُكتب لها النجاح في ذلك اليوم.. وحيث انطلقت بسرعة عبر طريق معبدة شاسعة, والتي تم إنجازها على مسافة 40 كلم حتى قرية أنوال وبطريقة رائعة..لأنها كانت ثمرة أطماع النفط الموعود..واثر وصولي إلى قرية أنوال لأول مرة, وعلى متن سيارة رونو 18 بنزين , والتي أثارت انتباه الساكنة.. وحيث كانوا يحدقون الأنظار اتجاهي كأنني أمتطي سيارة ” Rolls-Royce” آخر صيحة..ولحظة دخلت شاحنة قديمة من نوع “فورد” متهالكة وذات لون أحمر شاحب, إلى وسط تلك القرية, وهي محملة بالعديد من الأفراد رفقة أمتعتهم..وحيث كانوا قادمين من أحد الأسواق..وتوقفت قربهم لعلني استفسر أحدا منهم بسرعة, وأول من تقدم نحوي.. وهو شيخا هرما, وقد صافحني بوقار واحترام, وكما كنت أول من يبادره على الاستفسار حول مكان الحفر عن البترول..ووضحت له أنني أريد زيارة أحد أصدقائي بعين المكان..فأفادني أن الشركة قد غادرت مقر الحفر, وأن المنطقة خالية, وأن اختراق الطريق الغير المعبدة بسيارة خفيفة تنطوي على مخاطر جمة, وبالأخص المؤدية إلى عين المكان..فهي لا تُطاق.. ومن ثم أرشدني عن الوجهة عبر طريق غير معبدة لمسافة 26 كلم… وشكرته, ومن ثم قلت له سأغادر اتجاه تالسينت..وكان ذلك في إطار التضليل فقط, لأن الأمر كان يتطلب ذلك وبقوة المنطق, وخاصة إزاء مواقف مشابهة, وحتى يتوقفون عن المزيد من الاستفسارات, ومن ثم وضع نهاية لكل التخمينات, ونظرا لحضور حشد من الساكنة الذين ما فتئوا ينزلون أمتعتهم من الشاحنة .. وفعلا, غادرت اتجاه تالسينت, ومن ثم توقفت على مسافة 6 كلم..وراقبت ضغط العجلات..مستوى زيت الحصار..وزيت المحرك..ثم مستوى الماء..ومن ثم تناولت وجبة غذاء سريعة..وبعد مرور ساعة ونصف من الزمن..رجعت أدراجي صوب قرية أنوال من جديد, وقد دخلتها في أجواء عاصفة, وزوابع رملية غاضبة, وبمجرد وصولي إلى الطريق التي أرشدني إليها “مقدم القرية” سابقا , عرجت عليها يسارا, ومن ثم واصلت طريقي بسرعة حتى غبت عن أنظار القرية تماما, ومن ثم تتبعت الطريق على مسافة 10 كلم, وتوقفت حيث أخضعت المنطقة كلها لعمليات مسح مغناطيسي شامل, وعلى مسافة ذات شعاع 50 كلم في كل اتجاه, يعني أن منطقة الحفر لا تبعد إلا ب 16 كلم, وقد أجريت المسح المغناطيسي فيما وراء هذه المنطقة بعشرات الكيلومترات, لكن لا وجود للنفط قطعيا..ورغم ذلك, صعدت إلى سيارتي من أجل مواصلة الطريق, وغير مبال بأحوال الطقس السيئة, ولأنني كنت أظن أنني سأخترق المسافة سريعا.. وعيني تراقب عداد المسافات في لوحة القيادة عن كثب, وبعد اجتيازي أربع كلم, وأصبحت المسافة المتبقية تتضاءل إلى 12 كلم, ولحظة سمعت هدير رعد مرعب, وتجهمت السماء بسرعة, ومن ثم انتشرت نيران البرق في كل مكان, وعلى إثرها سمعت وابل دقات شتاء قوي فوق سطح السيارة..إنه شتاءا مدرارا ..فتبين لي أنه أصبح من باب المستحيل مواصلة الطريق, والساعة في حدود الخامسة مساء..وحيث قمت باستدارة السيارة بصعوبة شديدة نظرا لضيق الطريق ودوران العجلات في الفراغ من جراء الوحل..وبعد اجتياز عشرات الأمتار, دخلت في منطقة موحلة, فتوقفت السيارة..فنزلت تحت وقع الشتاء والعواصف, وبدأت أنقل الأحجار المسطحة ووضعها تحت عجلات السيارة, وتبللت ثيابي بطريقة شاملة, وحيث غاصت رجلاي في الوحل وأنا منتعلا لحذاء رياضي, وهو ما عكر مزاجي كليا, ومن ثم صعدت إلى السيارة , وتجردت من الحذاء الرياضي, واستطعت تحريك السيارة لبعض أمتار, ومن ثم عاودت الكرة , إلى أن خرجت السيارة سالمة, فواصلت سيري بصعوبة شديدة طوال الأربعة عشر كلم التي قطعتها, وإلى حين دخولي قرية أنوال, وآنذاك وجدت متنفسا عبر الطريق المعبدة حتى مدينة الراشيدية, وحيث دخلت إلى مقر سكني آنذاك على الساعة العاشرة والنصف ليلا تقريبا, وأنا منهك القوى..ولأن محاولة فك شفرة أسرار قضية حيرت الشعوب, وفي غياب أي توضيحات رسمية, تتطلب تضحية كبيرة جدا..وهذا ما جعلني لا أهمل العوائق الخطيرة والمتاعب الثقيلة والخسائر المادية والمغامرة بكل تجلياتها..لأنبهكم عن قصد , بأن فك شفرة سر ~بترول تالسينت~ لم تكن في الغرف المكيفة وعلى سجاد من حرير. وفي يوم فاتح أبريل 2006, حيث كان الجو صحوا, والشمس تبدو حارقة, كأننا في عز الصيف, حيث استطعت ترتيب أوراقي لزيارة مكان الحفر “بتالسينت” مرة ثانية وبأي ثمن, بعدما رسبت في المرة الأولى, لكن على الأقل أصبحت أعرف الطريق جيدا..وكالمعتاد, جهزت نفسي, ومن ثم انطلقت على الساعة الثامنة والنصف صباحا, ولم أتوقف حتى اقترابي بعشرات الأمتار من مكان البئر الأولى والثانية موضوع الحفر والتدشين بضواحي ~ تالسينت~, وكان ذلك على الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال تقريبا, وإليكم المعاينات الدقيقة, ومن ثم الأسرار النهائية في شأن وجود البترول من عدمه : ها هي أسرار بترول ~تالسينت~ : إن وصولي إلى عين المكان, كان نصرا أكيدا, لأنه لم يسبق لأي صحفي أن وطأت قدماه للمكان.. ونزولي من السيارة, كان بمثابة رسم أول خطوة إلى الحقيقة الدامغة لمعرفة وجود النفط من عدمه, وحيث استطعت معرفة أنه لا وجود لأي مجال مغناطيسي مرتبط بالنفط قطعيا..يا لها من مصيبة ..فكيف لشركة نفطية أمريكية تنتمي إلى أقوى دولة في العالم, أن تنجز حفرا فوق تل عال ينافس الجبال المحيطة به , ويكاد لا ينتمي للسهول الرسوبية ؟ فمن الذي دهاهم للحفر هنا بعيدا عن الأنظار ؟ هل كانوا يبحثون عن الكنوز أم البراكين ؟ ولكن إذا أردتم أن تشاركونني في استكشاف المنطقة, يتوجب عليَّ أن أمدكم ببعض المعلومات الجيولوجية في مجال النفط, ستنفعكم من باب المعرفة, ومن ثم سأجعلكم ترحلون معي إلى الزمن الماضي, ومن ثم ستستكشفون المنطقة بأنفسكم, والبداية, هو الإصغاء لما أقول لكم : قد تقرؤون من حين لآخر تصاريح وزراء مغاربة أو من أوكل إليهم مجال منح رخص استكشاف النفط بالمياه أو اليابسة المغربية, وحيث أن معظم تصاريحهم تورد بنفس النهج وغالبا باللغة الفرنسية, وعلى شكل جمل محفوظة عن ظهر قلب, لا يضيفون إليها شيئا جديدا وهو كما يلي : « Les bassins sédimentaires marocains sont caractérisés par la présence de systèmes pétroliers viables et actifs, présentant un bon potentiel en hydrocarbures », aussi à souligner que le littoral océanique marocain demeure sous-exploré... إن كل ما يهمنا من هذا التصريح المتكرر, والذي يُعتبر عصب كل ما يخص استكشاف النفط, وهو ” النظام النفطي أو المنظومة النفطية الجيولوجية, يعني : Un système pétrolier actif et viable , ~ هل هي منظومة نشطة حيوية أم لا ؟ ولكن ماذا تعني” المنظومة النفطية ” ؟ لا يمكن أن نقول منطقة ما يوجد بها نفط, إن لم تكن المنطقة لا تتوفر على منظومة نفطية نشطة..يعني يجب أولا -1- وجود حرارة باطنية بالمنطقة Chaleur géothermique souterraine-2- يجب أن تكون المنطقة قد ترسبت فيها المواد العضوية منذ مئات الملايين من السنين, ومن ثم غاصت في الأعماق السحيقة بفضل ثقل الطبقات الأرضية, ومن ثم أصبحت بمثابة طبقة ” كيروجين” أو طبقة الصخور الأم المولدة للنفط Couche kérogène ou roche mère , ومن ثم تعرضت بعملية أشبه ” بالطبخ” من جراء صهارة قريبة منها, وبفعل الحرارة المفرطة, وحيث يقع تفاعلا كيميائيا بفضل الحرارة, ومن ثم يتولد عنها النفط, وتحت الضغط الشديد يرحل النفط إلى أعلى سطح الأرض, فإذا اصطدم بطبقة غير نفاذية وكاتمة Couche imperméable et hermétique, آنذاك سوف يتوقف النفط عن الرحيل ويتجمع هناك, ليكوّن خزانا نفطيا أو ما يسمى مصايد أو فخاخ نفطية Réservoir ou pièges à pétrole , وقد تعلوه طبقة غاز, وتحت النفط ستتمدد طبقة المياه التي ترافق الحقول النفطية, وهي نتاج مياه البحار القديمة..وبفعل الصهارة, والتي يترتب عنها فيزيائيا ضغطا شديدا, وهو ما سيدفع طبقة الماء إلى الأعلى وبدوره سيدفع طبقة النفط إلى الأعلى, وليحتفظ الحقل النفطي بضغط شديد, وكذا بفضل الغازات المذابة في النفط..وإلى حين أن يتم اكتشافه.. وعلى أية حال, فإن كل ما سردته أعلاه يدخل في إطار” النظام النفطي أو ” المنظومة النفطية” ..إذن, فتبعا للعلوم النفطية, أنه أثناء الحفر من أجل النفط, فإذا اصطدمت مخالب الحفارة بالخزان النفطي, فبمجرد أن تقوم بثقب الطبقة الغير النافذة –La couche couverture imperméable – التي يجتمع النفط تحتها, والتي كانت بمثابة عقبة أمام عدم تسرب النفط إلى سطح الأرض, وهو ما يسمى بطبقة الغطاء الجيولوجي للحقل النفطي, La couche couverture ou barrière du réservoir du pétrole وبمجرد ثقب هذا الغطاء الجيولوجي, سيتدفق النفط من تلقاء نفسه بقوة..يعني سينبجس تحت الضغط الشديد من جراء الحرارة المرتفعة جدا وذوبان الغازات في النفط, وبدون مضخات.. أي أشبه بمن يمسك بقارورة ” كوكا كولا” ومن ثم يحركها بطريقة مكثفة , وبعدئذ يدق مسمارا فوق غطائها..وفور حدوث الثقب ستنبجس ” الكوكا كولا” بفعل الغازات الذائبة في المشروب”, وهذا من باب مقارنة مبسطة, أما بالنسبة للنفط, فالأمور جد معقدة, ويصعب وضعها تحت السيطرة, إن لم تُتخذ الإجراءات مسبقا..فهناك حرارة جهنمية قد ينجم عنها ضغطا شديدا, وليتحد مع الغازات الذائبة في النفط.. وكما حددت العلوم النفطية أن ما يناهز 25% من مخزون النفط, قد يتدفق بقوة الضغط وبدون مضخات.. ” وبعد اطلاعكم, على هذه المعلومات, فتعالوا لرؤية البئر الذي حفرته الشركة النفطية ” Lone Star Energy الأمريكية , حيث يصل عمق البئر لأكثر من 3 كلم, صورة التقطها~عمر بوزلماط~ شخصيا للبئر النفطي الوهمي بمنطقة تالسينت, والذي كان موضوع” اكتشاف النفط” يوم 23 غشت 2000~ والواقع بمنطقة الحفر بتالسينت. Puits à ciel ouvert plein d'eau de pluie ومفتوحة إلى السماء, ومليئة بالمياه الشتوية..فلو كان فيه نفطا, فإن الحرارة والضغط سيدفعان 25% من الخزان بدون مضخات, ولكانت المنطقة كلها ملوثة, لكن لا أثر للنفط قطعيا, إذن فالمواطن العادي الذي يتوفر على معلومات متواضعة حول ” المنظومة النفطية” سيعرف جيدا أنه لا وجود للنفط..وكما أن حادث تسرب النفط بخليج المكسيك إبان شهر مايو سنة 2010, ومن ثم احتراق منصة ~ Deep Water Horizon~ والتي ذهب ضحيتها 11 شخصا, ومن ثم بدأ النفط ينبجس تلقائيا ودون مضخات, وحيث تم تقدير النفط المتسرب على مدار الساعة إلى ما بين 20.000 و 30.000 برميل يوميا وطوال مدة تتجاوز 10 أشهر, فقد لوث الشواطئ الأمريكية بتدفق أكثر بكثير من أربع ملايين برميل, وقد كاد الحادث أن يعصف بالمستقبل السياسي للرئيس ” باراك أوباما” رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية آنذاك, وما حذا بالرئيس, بترتيب لقاء رسمي مع مدير شركة ~ بريتيش بتروليوم~ الإنجليزية B.P, وحيث دفعت الشركة ملايين الدولارات كتعويض عن التلوث والقضاء على الحياة البحرية وكذا السياحة.. وقد تم تخصيص 1100 باخرة لمقاومة توسع النفط المتسرب وكذا 24.000 مختص في الميدان…فشتان بين بئر ~ خليج المكسيك~ الذي خُصصت له معظم التكنولوجيا المتطورة لإغلاق البئر بدون جدوى ولمدة 10 شهور ..وبئر ~تالسينت~ المليء بالمياه الشتوية, والمفتوح على سعة السماء…فهنا, ومن خلال ملاحظتكم ومعرفتكم المتواضعة في هذا المجال, ستضعون في ذهنكم أن منطقة ~تالسينت~ بريئة من النفط, ولم يسبق لها أن احتضنت نفطا ولا غازا منذ أن خلق الله هذا الكوكب الأرضي, وكما أنها لم تساير أية مراحل جيولوجية طارئة لتحتضن هذه المادة السحرية منذ الأزل..أما فيما يخص قدراتي الجد فائقة في مجال اكتشاف البترول, فرجاءً استمعوا جيدا : لا وجود ” للنظام النفطي” قطعيا بتالسينت – لا وجود للصهارة الخاصة بالحقول النفطية – لا وجود لحرارة ولا تدرج حراري بعين المكان- لا وجود لأي طبقة ” كيروجين” المسماة بطبقة الصخور الأم” والتي عنها يتولد النفط- لا وجود لطبقة المياه التي تكون طبيعيا ملتصقة بطبقة النفط- لا وجود لطبقة النفط, ولا مصايد ولا فخاخ للنفط- لا وجود لطبقة غازية التي تعلو دائما طبقة النفط- لا وجود للطبقة التي تمثل الغطاء الجيولوجي للخزانات النفطية – لا وجود لأي ضغط فيزيائي والذي يرافق الحرارة المفرطة- لا وجود حتى لحقل رسوبي واضح..وآخر الكلام : لا وجود للنفط في تالسينت قطعيا. ولكن ماذا حصل ؟ إن الذي حصل أشبه بمؤامرة ضد الدولة المغربية وضد الشعب وضد الملك.. إذن أين يكمن المشكل ؟ المشكل يبدأ من وزير الطاقة والمعادن آنذاك, فكيف لوزير الطاقة المغربي أن لا يطلب من الشركة الأمريكية التي يوجد مقرها في ولاية– تكساس-, Skidemore Energy وفي شخص مديرها – Michael H.Gustin أن يفتح أنبوب النفط , ويوجهه إلى صهريج أرضي خاص , يتم استعماله أثناء التدشينات النفطية, أو ما يسمى : Ouverture de la vanne pour voir le pétrole gicler sous force d'une ultra-géante pression souterraine.. لكن هذا لم يحصل مع الأسف…فأتحدى أي شخص يفيد أنه لا حظ عبر التلفاز تدفق النفط من الأنبوب..فالوزير هو الذي يتحمل هذا الخطأ الجسيم أولا وأخيرا..ومما يزيد الأمر التباسا, فإن المتورطين لا يلتقطهم رادار المسائلة ولا المحاسبة ولهم حصانة السفر عبر الأجواء..ولتزداد الضبابية أكثر, وهو أن تلك الشركة نفسها انتقلت إلى تندرارة ضواحي بوعرفة , وغيّرت اسمها لتصبح [ M.P.E ] Maghreb Petroleum Exploration ..وفي اليوم الموالي, أي 2 أبريل 2006, انتقلت إلى منطقة ~ تدرارة~ مكان الحفر , ومن ثم اكتشفت أشياء أخرى..أغرب من الغرابة , وهو أن جل المهندسين العاملين بالشركة من أصول غربية, ماعدا مهندسا مغربيا واحدا , تم منحه اختصاصا ذات أهمية معيشية قصوى, ولكن أي اختصاص ؟ تم تكليفه بتسيير شؤون المطبخ…وهل نعول على مهندس مغربي واحد يعمل في تسيير شؤون المطبخ, وغريب في وطنه, وللدفع بهذا الوطن العظيم إلى عضوية منظمة الأوبك ؟؟؟ وفي حين أن المخزون النفطي الذي يتوفر عليه المغرب كافيا للحصول على العضوية..لكن الأمور تبدو بطيئة جدا..وأتمنى أن تكون البرقية قد وصلت..وفاتحة خير للجميع..ونافذة لرسم برنامج متكامل لإنقاذ هذا الوطن من آفة الأزمة الاقتصادية, والمساهمة في استقراره اقتصاديا وأمنيا, والقطيعة مع أجواء الاحتقان. ملاحظة : لقد تبين لي من خلال جس نبض الشارع, واستطلاع غير معلن من مدينة طنجة حتى مدينة الداخلة, أن الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي, ما زالوا يظنون أن ” تالسينت” تحتضن نفطا وفيرا , وفي حين أن الدولة تعمدت التستر عنه, وهناك من يظن أن جهات في دائرة ضيقة قررت عدم استغلاله لتطويع هذا الشعب بسلاح الفقر, لكن هذا ليس بصحيح.. ومجانب للصواب 100%, ولذا ارتأيت أن أوضح الأمور بجلاء تام, وحتى لا تحقدون على هذا الوطن من باب الخطأ.[ لا وجود للنفط Talsint ب ]. والله الموفق. الإمضاء : عمر بوزلماط. [ وكما أفيدكم ببريدي الإلكتروني لكل غاية مفيدة ~ وكذا عنوان صفحة الانترنت التي تشرح قدراتي الفائقة في مجال الاكتشافات النفطية, وذلك لإفادة القراء الجدد E-mail – [email protected] http://petromaps.blogspot.com