أفاد تقريرلمنظمة “هيومن رايتس ووتش”أن جبهة البوليساريو اعتقلت بسجن الذهيبية بمخيم الرابوني بتندوف ثلاثة مدونين إعلاميين منتقدين فساد واستبداد قيادة البوليساريوعلى خلفية ما تعيشه الجزائر من احتجاجات صاخبة وانتفاضات عارمة منذ أزيد من شهرين. حيث تم توقيف هؤلاء الإعلاميين الصحراويين بالقوة وإخضاعهم للتحقيق وهم مقيدون بالأصفاد ومعصوبو العيون،واستنطاقهم على خلفية ما يدونونه ويكتبونه على صفحات الأنترنيت ووجهت إليهم تهما ثقيلة من بينها الخيانة العظمى بل أكثر من ذلك،وحسب شهادات أشقاء المعتقلين،كما وثقتها المنظمة في تقريرها،انتزعت اعترافاتهم بالقوة. وأضاف التقرير أن قوات الجبهة اعتقلت بمخيمات المحتجزين الصحراويين بالقرب من تندوف،الناشطين”مولاي أبا بوزيد”و”الفاضل محمد ابريكة”والصحفي”محمود زيدان”الذي يحمل أيضا الجنسية الإسبانية،وذلك ما بين 17و19يونيو2019. وقد انتقدت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الممثلة لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”هذه الإعتقالات وطالبت جبهة البوليسارية بتقديم أدلة موثوقة ودامغة عن ارتكاب كل من”بوزيد”و”ابريكة” و”زيدان”لأعمال إجرامية حقيقية وليس مجرد انتقاد سلمي للبوليساريو وإذا لم تكن لدى هذه الأخيرة أدلة تبرر تلك التهم الجنائية الموجهة إلى المعتقلين فعلى الجبهة الإفراج عنهم. وكانت جبهة البوليساريوقد وجهت يوم 20 يونيو2019،تهما ثقيلة من بينها القذف والسب والتحريض على العصيان المدني والخيانة بحق الأمة والأعمال العدوانية ضد الدولة الصحراوية وبث الفرقة والتخريب والتشهير والقذف،مع أن الإعلاميين المعتقلين يقومون فقط بنشر كتابات تنتقد جبهة البوليساريو وطريقة تدبيرها لشؤون المحتجزين. ولعل ما أثارسخط جبهة البوليساريوعلى المعتقلين الإعلاميين: المدونيْن والصحفي،هوتعليقاتهم وكتاباتهم المسترسلة على الحائط الالكتروني،ومن ذلك تعليق بوزيد”بسخرية لاذعة”غياب حرية الرأي والتعبير في الرابوني وذلك بعد أسبوع على تعليق آخر”أدان فيه استبداد ودكتاتورية قيادة البوليساريو في 12 يونيو 2019. كما انتقد بوزيد”غياب الحوار”و”عدم وجود حل لأي مشكل خارج اللعبة الأمنية والقمعية في المخيمات”،بينما كتب ابريكة في 16 يونيو 2019،تعليقا أشارفيه إلى أن”قيادة البوليساريوالفاسدة ترتعد مما حل بأسيادها من حكام الجزائر”،وذلك في إشارة إلى موجة الإحتجاجات في الشوارع التي أجبرت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الإستقالة. ونفس الشيء قام به الصحفي محمود زيدان الذي انقلب بكتاباته على قيادة البوليساريو بعدما عمل في قناتها التلفزية الرسمية “راسد تيفي” إلى حدود 2018،وبعدها أصبح إعلاميا مستقلا ومنتقدا لهذه السياسة الفاشلة والفاسدة والقبلية. مطالبا بإجراء تغييرات جذرية على القيادة في سياق المبادرة الشبابية التي قادها المعتقلون الثلاثة من أجل التغيير وإيجاد حل للوضع القائم وتسوية الصراع مع المغرب الذي دام 44 سنة.