عادت ظاهرة الشغب أو ما يعرف ب “الهوليكانز” تطفو على السطح من جديد مع بداية الموسم الكروي، حيث كان مركب محمد الخامس مساء يوم الأحد مسرحا لهذه الظاهرة المشينة التي تسيء للرياضة ولسلوك بعض أشباه محبيها حيث شهدت "الماغانا" المكان المخصص لجمهور الرجاء الرياضي أحداث شغب كبيرة خلال المقابلة التي جمعت الرجاء بكارا برازافيل برسم إياب ربع نهائي كأس الكاف، وانتهت بفوز القلعة الخضراء بهدف لصفر. إن ما وقع يحتاج إلى تحليل عميق لهذه الظاهرة التي بدأت تأخد أبعادا خطيرة ، فكيف يعقل أن تقع أحداث شغب بين فصائل يساندون نفس الفريق و الخطير في الأمر أن فريقهم المفضل منتصر ومتأهل لربع نهائي كأس الكاف. يستشف مما سبق بأن المشاركين في أعمال الشغب هم مرضى نفسانيين ويحتاجون إلى تلقي العلاج للخروج من الأزمات التي يعانونها، لأنهم مستعدين لإرتكاب أعمال الشغب وتخريب الممتلكات كيفما كانت نتيجة فريقهم المفضل وبالنسبة لهم الفرجة هو الإعتداء على الغير والضرب و الركل و الرفس بجميع أشكاله و أنواعه و إرسال الضحايا أو المصابين إلى أقسام المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية وتحويل متعة الفرجة إلى نكد و إصابات و إغماءات. لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة ،يجب معالجتها بشكل علمي بحث مع تأجيل المقاربة الزجرية إلى حين إستخلاص الخلاصات و تحديد الأسباب و المسببات. إن المتورطين في أعمال الشغب يجب أن يخضعوا لتحليل و بحث نفسي و إجتماعي لمعرفة الدوافع الحقيقية التي تدفع بهم للقيام بمثل هذه الأحداث ، فإن كان السبب يرجع إلى أفكار مسمومة و هدامة يتم نشرها في أوساط الشباب يجب التعامل معها من خلال التحسيس بخطورتها وعدم جدواها،و إن كان الأمر راجع لما يعيشه الشباب من مشاكل ويتم تفريغها بتلك الطريقة البشعة يجب تنبيه الأسر إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم في تربية أبنائهم وتنبيههم من المخاطر المحدقة بهم من عقوبات سجنية قد تعصف بمستقبلهم الدراسي و العملي. أما إن كان السبب راجع إلى تناول المخدرات بجميع أصنافها فمن الواجب على المختصين بالأمن داخل الملاعب من منع ولوج مثل تلك الفئات لمتابعة المقابلات و تجفيف أماكين بيع وترويج تلك السموم . نحن في بداية الموسم الكروي و يجب على الجامعة الملكية لكرة القدم بتنسيق مع جميع الجهات التي يمكن أن تساهم في معاجلة هذه الظاهرة من وزارة الصحة والصحافة بما فيها المرئية و المسموعة للتحسيس بخطورة هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على أبنائنا وبناتنا وتحول دون تطور قطاع الرياضة ببلادنا.