كشف مصدر مطلع أن «الانفجار» الذي وقع أول أمس بوكالة بنكية بطنجة لم يكن عملا إرهابيا، وإنما كان عملية سطو باستعمال قنينة «مولوتوف» نفذها أحد اللصوص بهدف السرقة، قبل أن يلوذ بالفرار دون أن تتمكن مصالح الأمن من اعتقاله. وكان الجاني قد استهدف وكالة بنكية تقع في شارع السعودية القريب من الطريق المؤدية إلى الرباط، حيث قام برمي زجاجة «مولوتوف» انفجرت بقوة داخل الوكالة، مخلفة موجة من الذعر وسط الزبائن والموظفين الذين هرعوا إلى خارج مبنى الوكالة نجاة بحياتهم. وذكرت مصادر مطلعة أن كاميرا المؤسسة البنكية رصدت الجاني أثناء القيام بعمليته، حيث أظهرت أنه دخل مبنى الوكالة مرتديا جلبابا وقبعة، قبل أن يستل زجاجة «المولوتوف» ويشعل فتيلها ويرمي بها وسط المقر، الشيء الذي خلق موجة من الذعر وسط من كانوا داخل المؤسسة، والذين فروا بسرعة خارجها، في حين استغل الجاني حالة الارتباك هاته ليسطوا على مبلغ مالي قدره 12 ألف درهم، قبل أن يلوذ بالفرار، ولم تتمكن سلطات الأمن إلى حدود صباح أمس الأربعاء من إلقاء القبض عليه. وخلق أسلوب عملية السطو غير المسبوق هذا، حالة استنفار في صفوف ولاية الأمن، التي بعثت بعدد كبير من عناصر الشرطة القضائية والعلمية والتقنية، للتعرف في أسرع وقت على هوية الجاني. وقد اختارت ولاية الأمن نهج سياسة الصمت حول هاته القضية، حيث إن الجريدة كانت قد قصدت مسؤولي قسم الشرطة القضائية للتعرف على المعطيات الرسمية المتوفرة حول الموضوع لكنهم أبوا ذلك متذرعين بسرية البحث، في حين أفادت مصادر مطلعة أن قسم الشرطة القضائية تلقى أوامر بعدم التواصل مع الإعلام غير الرسمي في هاته القضية تحديدا، بالنظر للغياب الأمني عن مكان الحادث ساعة وقوعه، مما سمح للجاني باقتراف جريمته والهرب بسهولة، علما أن الشارع الذي توجد فيه المؤسسة البنكية يعد أحد أهم شوارع مدينة طنجة.