نظمت محكمة الاستئناف بأكادير، بتعاون مع الودادية الحسنية للقضاة ونادي قضاة المغرب، عصر يوم أمس الجمعة بمركب وزارة العدل بحي فونتي بأكادير، حفل تكريم الوكيل العام السابق، الأستاذ محمد أنيس، بحضور وازن لعدة شخصيات، وعلى رأسهم والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة إنزكان أيت ملول، وممثل رئيس النيابة العامة، و عضو عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وممثلين عن الودادية الحسنية للقضاة، وممثلين عن نادي قضاة المغرب، و أسرة القضاء بأكادير وإنزكان و قضاة وأطر وموظفو الدائرة القضائية لأكادير، وهيآت المحامين والموثقين والعدول، و كتاب الضبط، وعدة وفعاليات مدنية وعسكرية. كما حج للمشاركة في هذا الحفل البهيج، عدة شخصيات وازنة في القضاء يتشكلون من مدن مختلفة على المستوى الوطني. وقد تم استهلال هذا الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم عرض شريط خاص عن حياة الأستاذ محمد أنيس، تناول جوانب خفية من شخصية الرجل، تحت عنوان” قاض نزيه ورجاوي كبير”. فالأستاذ محمد أنيس رغم منصبه الكبير، لا يتردد في الاعتراف بعشقه اللامحدود للفريق الأخضر، لدرجة أنه معروف في الأوساط القضائية و الرياضية بحبه الجنوني لفريق الرجاء البيضاوي. وقد شهد هذا الحفل إلقاء عدة كلمات شكر و شهادة حق للمحتفى به، عن خدماته الجليلة التي قضاها بسلك القضاء، منذ تخرجه سنة 1982، وتعيينه بأرفود، ثم وكيل الملك بابتدائية ابن سليمان، ووكيل الملك بالدارالبيضاء ثم المحمدية ثم وكيل عام باستئنافية ببني ملال، قبل أن يتم تعيينه على رأس النيابة العامة باستئنافية مراكش وبعدها بأكادير. ليعود إلى العاصمة الاقتصادية، التي كانت انطلاقته الأولى، وكيل للملك بالمحكمة الزجرية عين السبع. وكانت من أبرز الكلمات تأثرا، كلمة الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير، الأستاذ عبد الله الجعفري، الذي لم يستطع السيطرة على مشاعره، ليبكي وهو يلقي كلمة في حق الوكيل العام السابق الأستاذ محمد أنيس. وبدا متأثرا جدا. وقال الأستاذ عبد الله الجعفري، “أنا عاشرت الأستاذ أنيس طيلة ترؤسه للنيابة العامة باستئنافية أكادير، و ترسخ لدي ما كان يصلني من أصداء عن الرجل من مختلف المحاكم التي مر منها، ووقفت حقيقة على طبيعة الرجل”، معترفا “بثقافة الرجل الواسعة واستقامته النادرة”، مشيدا “بحسن أخلاق المحتفى به ونباهته ومصداقيته وحنكته وصرامته الجادة في العمل. وأكد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير، بعد أن غالبته دموعه “لحظة إلقاء كلمته في حق الأستاذ محمد أنيس، أن الرجل عرف عنه، حسن استماعه وتفاعله مع المتقاضين وتواضعه الاجتماعي والإنساني مع جل مكونات الجسم القضائي. مذكرا في الوقت ذاته، بمختلف الأدوار الهامة التي لعبها محمد أنيس في صرح العدالة، وماقدمه من خدمات جليلة و الطريقة التي أدار بها مؤسسة النيابة العامة. مسلحا في ذلك، بالإيمان وروح الإنصاف ونكرات الذات والخلق القويم. معتبرا أن جميع هذه الميزات التي اجتمعت في الأستاذ أنيس، حكمة من الله تعالى . ومستشهدا بقوله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابب. وأبرز الأستاذ جعفري، أنه سعيد بما ناله الوكيل العام من الثقة الملكية السامية بمناسبة تعيينه وكيل الملك بالمحكمة الزجرية عين السبع الدارالبيضاء، و في الوقت الذي تمنى له التوفيق في مهامه بالعاصمة الاقتصادية، رحب بالقادم الجديد من الدائرة القضائية بالعيون، الأستاذ عبد الكريم الشافعي، متمنيا له مقاما طيبا بحاضرة سوس، ليواصل العهد على مواصلة المسار يدا في يد بنفس العزم والإصرار خدمة للقضاء والمتقاضين. ومن جهته ، الأستاذ عبد الكريم الشافعي، الوكيل العام الجديد بمحكمة الاستئناف بأكادير، والذي أثنى بدوره على الأستاذ محمد أنيس. واعتبره رجل النيابة العام بامتياز. وأضاف “الرجل عرف بعلو كعبه في تدبير شؤون النيابة العامة، واجتمع فيه ما تفرق في الغير” مبرزا على أنه كان شاهدا على مسيرة الرجل في الكثير من المحطات المفصلية، وعرف بجرأته في قول كلمة الحق. ووصفه بالإنسان “وديع، قوي بدون عنف، لين بدون ضعف”. كما عرج الأستاذ الشافعي على المسار المهني للرجل، في وقت كان فيه الأستاذ أنيس وكيل الملك ببني ملال وكان حينها الأستاذ الشافعي بالمفتشية العامة بوزارة العدل والحريات. وقال الشافعي، أثناء مزولتي لمهمة التفتيش ببني ملال، اكتشفت في الأستاذ أنيس، حسن تدبيره للملفات وطريقة تدبيره لمهام النيابة العامة. وأضاف ولما عين وكيل عام باستئنافية أكادير كان متعاونا ومتجاوبا في مجموعة من القضايا التي تشرف عليها النيابة العامة باستئنافية العيون خصوصا فيما يتعلق بالتشريح الطبي بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، وكذلك الإنابات القضائية. وخلص إلى أن مساره المهني تميز بالتضحية ونكران الذات والجدية والاستقامة في سبيل أداء الأمانة. كما تداول، على منصة الكلمات العديد من الاطر القضائية وممثلي الودادية الحسنية للقضاة ونادي قضاة المعرب وهيئة المحامين والعدول والموثقين، وجميع المهن المرتبطة بالقضاء، الذين تحدثوا عن خصال الأستاذ محمد أنيس وتفانيه في خدمة مؤسسة النيابة العامة بصفة خاصة والمؤسسة القضائية بصفة عامة ، كما تحدثوا عن شجاعته وقوة إرادته في التدبير والتسيير ، بالإضافة إلى حسن تعامله مع مختلف الموظفين بالدائرة القضائية بأكادير، الشيء الذي ترك اثرا كبيرا في نفوسهم … كما عرف الحفل تكريم الأستاذ محمد بمزاغ نائب الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بأكادير، والذي تم تعيينه وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية قصبة تادلة ، للإشادة بما قدمه من عطاءات جليلة ومشرفة خدمة للقضاء والمتقاضين. و بعد مسار طويل وناجح ضمن سلك القضاء المغربي، وتفانيه في خدمة مؤسسة النيابة العامة بصفة خاصة والمؤسسة القضائية بصفة عامة. من جهته، عبر الأستاذ محمد أنيس،عن سعادته و ابتهاجه بهذه الالتفاتة الكريمة، متوجها بالشكر الجزيل إلى كل من أشرف على تنظيم هذا الحفل البهيج. وقال بالحرف “تقلدت مسؤوليات بمدن مختلفة، لكن أكادير تبقى في القلب واحترامي الكبير لعاصمة سوس وجميع الفعاليات بسوس، وأكد أن ما عاشه في أكادير لا يمكن له أن ينساه، و لم يسبق له أن عاشه في مدينة أخرى وسيبقى راسخا في القلب. وعلى نغمات موسيقية من موشحات وأمداح في خير البرية، اختتم حفل التكريم، بتوزيع عدد من الهدايا الرمزية على المحتفى به من قبل أصدقائه الذين يمثلون أسرة القضاء بأكادير، تقديرا على الخدمات التي قدمها خلال فترة مدته التي قضاها بالمحكمة الاستئناف بأكادير.. وكان الأستاذ محمد أنيس، بعد سنوات من ترأسه للنيابة العامة بمحكمة الاستئناف بأكادير، خلف فيها بصمته، بفعل الانضباط الذي كان يفرضه في سير عمل هذه المؤسسة، والتتبع الدائم لجميع الملفات المعروضة على أنظارها. كما يحسب للوكيل العام السابق، الدور الذي لعبه في تحريك عدد من الملفات والاهتمام بقضايا وشكايات المواطنين، والتعامل معها بالحزم اللازم والتعجيل في البث وبذل المزيد من الجهود للتواصل مع المتقاضين لإخبارهم بمآل شكاياتهم والقرارات المتخذة بشأنها وجميع القضايا التي تكون النيابة العامة مسؤولة عن البحث فيها أو تدبير موضوعها كممثل للحق العام فيها. وعرف عن الرجل شجاعته وقوة إرادته في التدبير والتسيير، بالاضافة الى حسن تعامله مع مختلف الموظفين بالدائرة القضائية بأكادير، الشيء الذي ترك آثرا كبيرا في نفوسهم. أكادير 24 عاينت بدورها خدمات هذا الأستاذ المحترم من طرف الجميع، و التي اتسمت خدماته بالنزاهة والأخلاق النبيلة وتتمنى له مسيرة موفقة بالدارالبيضاء.