قررت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، الأربعاء الماضي، إرجاء النظر من جديد في الملف 12/77، الذي يتابع فيه ثلاثة متهمين، من أجل التغرير بقاصر وهتك عرضها وتصوير ونشر لقطات إباحية خليعة، إلى تاسع يناير المقبل… قررت الغرفة نفسها في جلسة سابقة ضم الملف 12/84 إلى 12/77، مع اعتبار الأخير هو الأصل، اعتبارا لوحدتي الموضوع والأطراف، قبل أن ترجئ النظر في القضية بسبب تخلف الضحية القاصر وولي أمرها عن حضور الجلسة. وتعود وقائع القضية، التي استأثرت باهتمام الرأي المحلي بميدلت، إلى ثالث ماي الماضي، عندما توصلت مصلحة الشرطة القضائية بالمدينة بمعلومة مفادها أن مجموعة من تلاميذ الثانوية التأهيلية الحسن الثاني يتداولون بينهم شريط فيديو إباحيا، بواسطة تقنية (البلوتوت)، يتضمن لقطات خليعة، بطلاها فتاة قاصر من المدينة وخليلها المتحدر من المنطقة الشرقية. وأسفرت التحريات التي قامت بها عناصر الشرطة عن التوصل إلى الفتاة المسجلة بالفيديو البورنوغرافي، التي صرحت بحضور والدها أنها دأبت منذ سنتين على ممارسة الجنس مع المتهم (ف. ن)، الذي تربطها به علاقة غير شرعية، مؤكدة أنه هو من افتض بكارتها، مدلية بشهادة طبية في الموضوع. وبخصوص الشريط الإباحي، أفادت أنها اتفقت مع خليلها على تصويره، مضيفة أنها توجهت رفقته إلى منزل يكتريه صديقه (ع. خ) الملقب ب»اعبيد»، وهناك عمل الأخير على إعداد الكاميرا الرقمية وصوبها نحو مكان وجود السرير بإحدى الغرف الواقعة في الطابق العلوي للمنزل، قبل أن ينزل إلى الأسفل، مردفة أنه بعد فراغها من ممارسة الجنس مع خليلها أخبرهما «اعبيد» أنه تابع الشريط مباشرة عبر حاسوبه المحمول، الذي تم ربطه بالكاميرا الرقمية المذكورة، مصرحة أنه وعدهما بوضع الفيديو المصور رهن إشارتهما، إلا أنه مع مرور الوقت امتنع عن مدها بالشريط وشرع في تهديدها بنشره في حال رفضها مضاجعته، حسب تصريحها. وعند الاستماع إليه تمهيديا، اعترف المتهم (ف. ن 34 عاما)، متزوج من امرأتين وأب لأربعة أبناء، بالمنسوب إليه، خصوصا بعد مواجهته بمقطع من الفيديو الذي كان يتضمن صورته، مقرا بالتالي بتغريره بالقاصر وهتك عرضها برضاها، نافيا أن يكون افتض بكارتها كما تدعي. وعن واقعة الفيديو البورنوغرافي أجاب أنه هو من قام بتصويره بواسطة هاتف محمول في ملكية خليلته، وذلك بطلب منها، مفيدا أنها هي من أقدمت على نشره وتوزيعه انتقاما منه بعدما قرر إنهاء علاقتهما العاطفية. من جانبه، نفى المتهم (ع. خ) واقعة حضوره عملية تصوير الفيديو الإباحي وكذا توفره على حاسوب محمول أو كاميرا رقمية، مضيفا أنه وعلى غرار جل شباب المدينة بلغ إلى علمه أن فيديو إباحيا تم تصويره وترويجه دون أن يعرف مضمونه أو أصحابه، معترفا بالمقابل بتسليمه مفتاح المنزل الذي يكتريه مشغله (م. س) إلى المتهم (ف. ن)، بعد استئذانه وإشعاره، ومقرا كذلك بأن المنزل معد للدعارة واحتساء المشروبات الكحولية. وعند الاستماع إلى المتهم (م. س)، نفى أن يكون أعد المنزل الذي يكتريه للدعارة، مفيدا أنه يستغله مستودعا لتخزين وحفظ المعدات والمستلزمات الخاصة بتموين الحفلات، باعتباره أحد المستثمرين الشباب في هذا المجال، مضيفا أنه سلم نسخة من مفتاح المنزل إلى مساعده (ع. خ)، وذلك من باب تسهيل سير العمل، على اعتبار أنه يغيب عن المدينة بين الفينة والأخرى بحكم مزاولته لنشاط مواز، يتمثل في الوساطة في بيع وشراء السيارات، نافيا علمه بتصوير الشريط بالمنزل الذي يكتريه، كما نفى معرفته بالمتهم (ف. ن) وخليلته (م. ب).