بعد صلاة عيد الأضحى السعيد ،والنحر وأكل اللحم والشحم كما دعا إلى ذلك الباري ورسوله، يتكلف مجموعة من الشباب في مناطق متعددة من سوس العالمة بجمع جلود الأضحية ماعزا كانت أو للخرفان ،لإعلان دورة جديدة من الكرنفال السنوي "بوجلود "أو" بلماون" كما يسمى في اللغة الأمازيغية. مساء يوم العيد تمتلئ الشوارع والأزقة بفرق من الشباب في أزياء تنكرية معظمها مصنوع من جلد الماعز والخروف ،كريهة الرائحة، بشعة المنظر. تغني كل فرقة، ترقص وتجري خلف الأطفال ،وتتسول الدراهم من المارة لغايات مختلفة. يقول محمد وهو من الشباب المداومين على الإشتراك في هذا الكرنفال في مدينة أكادير "فرحة العيد لايمكن أن تكتمل من دون العروض التي نقوم بها ،فهو ثراث أمازيغي توارتناه أبا عن جد ،ونحن مصرون على الحفاظ عليه والتعريف به " تعود طقوس "بوجلود "حسب الباحثين إلى عهد الرومان ،فهو دخيل على شمال إفريقيا، أدخله الرومان إليه كتجسيد لتقاليدهم واحتفالاتهم التي كانوا يقومون بها في أثينا ثم تمسك به الأمازيغ فيما بعد وربطوه بعيد الأضحى. إلى جانب أصل هذا الموروث الشعبي، وبقايا الوثنية العالقة به، هناك عدة أسباب أخرى تلغي شرعيته، وتؤكد رأي شيوخ الدين فيه . فبسبب "بوجلود "أصبحت الساكنة تشتكي مؤخرا من عدة ظواهر، السرقة التهديد والقتل والإنتقام وعرقلة السير والمضايقات والعراك والتحرش وبث الرعب في النفوس . بالبحث عن رأي علماء الدين في الموضوع نجد الداعية التباجي يحرم هذه الظاهرة تحريما قطعيا ،فنبي الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لم يقوموا بمثل هذه السلوكيات قط،فبنسبة للتباجي "بوجلود "يحط من قدر الإنسان بإرتدائه لجلود البهائم وتشبهه بهم وكذا التشبه باليهود والنصرى بالقيام بما يقومون به ،والمعروف عندهم اليوم بما يسمى ب"الهالويين"يقول الرسول صلى الله عليه وسلم 《من تشبه بقوم فهو منهم 》 . بقلم مريم المعطصم