تنفيذا للبرنامج السنوي الذي سطرته الجمعية المغربية عناية للتنمية و التعاون بمدينة اكادير ، حل يومي السبت والاحد 15 / 16 ابريل 2017 بمشيخة تنكرت بجماعة افران الاطلس الصغير بإقليم كلميم ، مجموعة من الاطباء والممرضين رفقة مجموعة من الفنانين التشكيليين والمنشطين التربويين المنضوين تحت مظلة ذات التنظيم الجمعوي المذكور، وذلك لتنظيم حملة طبية مجانية متعددة التخصصات لساكنة المنطقة، بالموازاة مع مجموعة من الانشطة الترفيهية و التربوية لفائدة طفولة المنطقة بمؤسسة الشيخ المدني الناصري. وقد عرف صباح اليوم الاول الى جانب رسم مجموعة من الجداريات الفنية بساحة مؤسسة الشيخ المدني الناصري من طرف الفنان التشكيلي الشاب محمد المايل من مدينة انزكان ، وتنظيم مجموعة من الورشات الفنية والاعمال اليدوية لفائدة اكتر من 100 طفل حول موضوع اعادة تدوير النفايات تحث اشراف الاستاد احمد الكماني من مدينة انزكان ، تنظيم حصة موسيقية ترفيهية للأطفال في الفترة المسائية تخللها توزيع مجموعة من الهدايا التذكارية الرمزية على الاطفال من تأطير الاستاد عزيز ايت وضيل . وبالموازاة مع هذه الانشطة الفنية و الترفيهية التأم فريق طبي وتطوعي واعد ومهم يتكون من 14 طبيب(ة) / متخصص (ة) ، و 15ممرض(ة)، لتقريب الخدمات الطبية والعلاجية والتحسيسية من قاطني هذه المنطقة النائية ،وهو ما خلف ردود فعل إيجابية عند الساكنة والفاعلين المدنيين بالمنطقة اللدين ثمنوا المبادرة الإنسانية والاجتماعية و دعاوا الى وضع مخطط تشاركي لجعل المبادرة سنة تقام مرتين كل سنة على الاقل . وقد استفاد من خدمات هذه القافلة، التي نظمتها جمعية عناية بشراكة مع كل من المديرية الجهوية لوزارة الصحة و المندوبية الاقليمية للصحة بكلميم و المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ممثلة في مجموعة مدارس الشيخ المدني الناصري ثم المجلس الجماعي لإفران الاطلس الصغير ، و بمساهمة الجمعية الوطنية للمساعدين التقنيين بصيدليات المغرب فرع اكادير ، أزيد من 950 مواطن و مواطنة من ساكنة مشيخة تنكرت ، موزعين على مجموعة من الاختصاصات، التي همت: طب داء السكري والغدد و الضغط الدموي، أمراض الكلي والمسالك البولية، قياس البصر، طب الأسنان، أمراض الجلد، أمراض النساء والتوليد، الترويض الطبي والعصبي، الطب العام، امراض السرطان ، طب الاطفال ، فحوصات التدي … وتوزيع مجموعة من الأدوية على المستفيدين بالمجان. الحملة الطبية، تميزت بمتابعة شخصية وميدانية من طرف كل من الدكتور بن حمادي عبد الرحمان المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة كلميم واد نون و الدكتور ايت بن علي ابراهيم المندوب الاقليمي لوزارة الصحة بكلميم . الى ذلك وفي كلمة القاها بالمناسبة خلال حفل الغداء المقام على شرف طاقم القافلة، اشاد المدير الجهوي لوزارة الصحة بالمجهود المبذول من طرف الجمعية المغربية عناية و الطاقم الطبي و الصحي المشارك في القافلة من اجل تحقيق رسالتهم النبيلة وأهدافهم الإنسانية السامية مجسدين مبدأ التكافل الاجتماعي الذي أوصى به ديننا الحنيف ، مضيفا أنه بقدر فرحه و سروره بنجاح القافلة كمسؤول عن الصحة جهويا بقدر تقته في قوة و رصانة المجتمع المغربي الذي أثبت دوماً أنه مجتمع تراحم وتسابق في الخير والعطاء . و في نفس السياق ذهب المندوب الاقليمي للصحة الذي اكد على استعداده الدائم لدعم اية مبادرة من هذا القبيل معبراً عن شكره لمن بادروا في تنظيم هذه القافلة ، داعياً الله – سبحانه وتعالى – أن يجعل أعمالهم الخيرة في موازين حسناتهم، متمنياً للجمعية المغربية عناية التوفيق وأن تواصل خدماتها الإنسانية . الكاتب العام للجمعية المغربية عناية للتنمية والتعاون، السيد امنون مولاي سعيد ، في كلمة بالمناسبة، قال ان الجمعية مند تأسيسها كانت استجابة طبيعية للتوجهات والنداءات الملكية السامية التي ما فتى جلالة الملك محمد السادس حفظه الله و نصره يعبر عنها في كل مناسبة ، وخاصة ما جاء في خطابه السامي يوم 20 غشت 2004 بمناسبة الاحتفال بمناسبة ثورة الملك و الشعب حيث قال جلالة الملك :” إن الوطنية التي نريدها لا ينبغي إن تختزل في مجرد التوفر الشكلي على بطاقة تعريف أو جواز سفر . وأنها يجب أن تجسد في الغيرة على الوطن. والاعتزاز بالانتماء إليه. والمشاركة الفاعلة في مختلف أوراش التنمية ، التي فتحناها وطنية كانت أو جهوية أو محليه….ولن يتأتى لنا ذلك إلا بتنشئة شبابنا على المواطنة الإيجابية ، المتمثلة في تحمل الأمانة بدل التملص من المسؤولية… وتشجيع المواهب المبدعة والمنتجة، عوض إشاعة الإحباط والإعاقة و التيئيس …وبذلك نمزج بين الوطنية الصادقة والمواطنة الصادقة والمواطنة الإيجابية ، لبناء مغرب قائم على تلازم دمقرطة الدولة والمجتمع. مغرب يوفر المواطنة الكريمة لأبنائه، بقدر ما يكنون له من وطنية مخلصة. إذ لا مواطنة بدون وطنية ولا وطنية بدون مواطنة. ..”” . الى ذلك شكر الكاتب العام للجمعية ساكنة المنطقة على الاستقبال الحار وكرم الضيافة الذي حظي به طاقم القافلة ،و كل المساهمين على توفير كافة سبل عمل و نجاح هذه المبادرة بمشيخة تنكرت بجماعة افران الاطلس الصغير و خاصة كل من الدكتور علي بتعال مدير مستشفى الحسن الثاني بأكادير ، الدكتورة حنان زوهير الطبيب الرئيس بقسم المستعجلات ، الدكتور عبد اللطيف ياسي الطبيب بقسم المستعجلات ، السادة و السيدات مندوبي مختبرات الادوية … ثم الفاعليين المدنيين و هيئات المجتمع المدني بالمنطقة ، كما نوه بالمجهود الدائم والجبار الذي يقوم به الطاقم الطبي و الصحي والتنظيمي و التنشيطي للجمعية ، واعتبر زيارة القافلة لهذه المنطقة الجبلية ذات 15 الف نسمة و المتموقعة المنطقة الوسطى الشمالية لجبال الاطلس الصغير، أي في الركن الجنوبي الغربي للمملكة ، فرصة لتحقيق ثلاث أهداف مهمة و رئيسية بالنسبة له ، اولها صلة الرحم مع الاهل و مع التربة حيث و لد و عاش ذات فترة اجمال ايام صباه و طفولته و هو ما يمكن تسميته بنوع من رد الجميل في ابسط اوجهه لهذه الارض الطيبة العالمة الخيرة على حد تعبيره. و ثانيها المساهمة رفع الوعي البيئي لدى اطفال المنطقة من خلال استخدام مخلفات المنزل والمدرسية اليومية التي ترمى في البيئة وتلوثها كالوراق المستعمل والزجاج والبلاستيك والمواد المعدنية و الاخشاب … للاستفادة منها في أعمال فنية إلى جانب تنمية مهارات الأطفال الإبداعية بهذا الفن و حماية البيئة بصفة عامة ، و اخيرا تقريب الخدمات الصحية والعلاجية من الفئات الفقيرة والمعوزة أو تلك التي يتعذر عليها الوصول الى المراكز الاستشفائية ثم الاطلاع على حاجيات وضروريات الساكنة في المجال التطبيبي و الصحي. من جهته وفي كلمة بالمناسبة قدم محمد امنون المستشار الجماعي بجماعة افران الاطلس الصغير الشكر لجمعية عناية بطاقمها الطبي و الشبه طبي و التنظيمي و التنشيطي والسيد المدير الجهوي للصحة والمندوب الإقليمي للصحة و كافة الشركاء والمساهمين في تنظيم القافلة و خاصة الطاقم الطبي و الشبه طبي ، مشيرا انه جد سعيد بهذه المبادرة و يتمنى ان لا تكون الاخيرة ، مطالبا بمأسستها في اطار شراكة رسمية بين الجهات المنظمة … وداعيا إلى مزيد من تظافر الجهود لتقريب الخدمات الصحية من ساكنة الجماعة ، من خلال الاهتمام بالمستوصفات المحلية وتجهيزها بالمعدات الطبية الضرورية وبالأطر الصحية المتخصصة .