انتهت مصالح الجمارك بميناء اكادير وبعد أزيد من 10 ساعات متواصلة من العمل، حوالي الساعة الثانية و 45 دقيقة من صباح اليوم الخميس 04 اكتوبر 2012 من عملية تفكيك ما مجموعه 2 طن و 349 كيلوغراما من مخدر الشيرا كانت معبأة بعناية وسط حاوية ذات حمولة قدرت ب: 22 طن من الأخطبوط المجمد المعد للتصدير نحو إسبانيا. وكانت مصلحة الصادرات و المراقبة بجهاز السكانير التابع لمصالح الجمارك بميناء أكادير، قد تمكنت من كشف هذه الأطنان من المخدرات المحملة بالحاوية أثناء تمريرها بجهاز “السكانير”، وأوضح أحمد بلحسن الآمر بالصرف المساعد المكلف بالتصدير والأنظمة الاقتصادية بجمارك ميناء أكادير في تصريحه للجريدة، بأن هذه الكمية من المخدرات التي تم حجزها في إطار عملية محاربة جميع أنواع المخدرات بالميناء، تم ضبطها بطريقة نظام تحليل المخاطر، وجهاز السكانير، بالتنسيق مع باقي الأجهزة، و أكد بأن المسؤولين عن العملية قاموا بتغليف كل كمية من المخدرات بورق “بابيي كاربون”، بالشكل لن يمسح لجهاز السكانير باكتشاف تلك المخدرات، معتبرا بأن هذه طريقة جديدة تم اكتشافها لأول مرة بالميناء، و أكد المسؤول نفسه، بأن الكمية المحجوزة تم شحنها عن طريق البر من مدينة الداخلة و كانت موجهة إلى ميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا. بلحسن وفي سؤال عن الكمية المحجوزة والتي تمثل حوالي 10 بالمائة من مجموعة الكمية العامة من الأخطبوط المجمد، أكد بأن هذه العملية تهدف إلى تمويه أجهزة المراقبة داخل الميناء لصرف أنظارهم عن مراقبة جميع الصناديق المعبأة، معتبرا بأن هذه العملية تسببت للأسف في ضياع ثروة سمكية هامة من سمك الأخطبوط. وقد تم في هذا السياق، اعتقال سائق الشاحنة الذي أحضر الحاوية من مدينة الداخلة إلى ميناء أكادير، في انتظار القبض على كافة أعضاء الشبكة المشتركين معه في العملية. تأتي هذه العملية الثالثة من نوعها، بعد شهرين تقريبا من وقوع حادثة مماثلة بميناء أكادير نفسه، حيث سبق لعناصر الجمارك المكلفة بمحاربة المخدرات بميناء أكادير، أن تمكنت من إفشال محاولة تهريب كمية هامة من المخدرات، كانت مخبأة بعناية فائقة في حاوية للسمك داخل ثلاث حمولات قادمة من مدينة العيون باتجاه بريطانيا. مصادر من الإدارة الإقليمية للجمارك بأكادير، سبق و أن أفادت في تصريح خصت به الجريدة، أن الكميات المحجوزة التي فاق وزنها الإجمالي سبعة أطنان من “الشيرا”، جرى اكتشافها بعد أن حامت الشكوك أثناء المراقبة القبلية للوثائق، حول حمولة كل حاوية و التي تختلف من حاوية إلى أخرى، و حول الصور التي التقطت بواسطة “السكانير”، و التي أبانت وجود أجسام غريبة مدسوسة بالأسماك المعدة للتصدير و المقدرة في مجموعها ب: 21 طن، حينها بادرت العناصر الجمركية المكلفة بمحاربة المخدرات إلى إجراء تفتيش يدوي دقيق، وقامت بتفكيك كل المنتوجات السمكية المشكوك فيها، ما أسفر عن اكتشاف مئات من صفائح الكيف المعالج، التي عمل المهربون على تعبئتها بطريقة احترافية عالية بعد دسها بداخل الحوت. وذكرت مصادرنا من إدارة الجمارك بأن المهربين عمدوا بطريقة ذكية إلى استعمال مواد كيميائية للتحايل على السكانير و التحايل على تحليل الصور، و كذا للإفلات من مراقبة الكلاب المدربة. إثر ذلك، عمل رجال مراقبة الجمارك بتنسيق مع السلطات الأمنية المحلية على فتح تحقيق في هذه النازلة، لمعرفة مصدرها و الجهة التي ستستقبلها بالمملكة المتحدة، والتي كشفت عن تورط احد رجال الأعمال المعروفين فيها بعد إلقاء القبض عليه بمدينة الدارالبيضاء، فيما تمت إحالة المحجوزات (المخدرات والحاويات الثلاث) على إدارة الجمارك قصد الإدلاء بمطالبها المدنية. للإشارة، فقد سبق للمصالح المختصة بمكافحة المخدرات بميانء أكادير أيضا، أن أحبطت عددا من العمليات، إلا أنها كانت تضبط في الغالب على متن سيارات سياحية يلجأ ركابها إلى تقنيات مختلفة لإخفاء المخدرات، ولعل من أهمها خزانات الوقود والعجلات وهياكل السيارات والشاحنات التي يتم تغييرها كليا من أجل إعداد مخابئ لتهريب المخدرات، بالإضافة إلى قارورات الغاز والمنتوجات والأفرشة التقليدية المحشوة بالمخدرات.