سيتم تحويل 600 مسجد في المغرب إلى مساجد صديقة للبيئة بحلول مارس/آذار 2019، في مبادرة لرفع الوعي البيئي والإسراع بتحول البلاد إلى الطاقة النظيفة. إذا سار الأمر وفقاً للمخطط، ستستبدل المصابيح بمصابيح ليد، وسيتم تركيب سخانات شمسية وخلايا شمسية على 100 مسجد بحلول نهاية هذا العام، بحسب تقرير نشرته صحيفةالغارديان البريطانية، الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2016. تقوم وزارة الشئون الإسلامية بالمغرب بوضع الخطة المبتكرة وستدفع 70% من التكلفة الأولية بالتعاون مع الحكومة الألمانية. قال جان كريستوف كونتز، مدير المشروع، “نريد أن ننشر الوعي والمساجد تعتبر مراكز مهمة في الحياة الاجتماعية بالمغرب. يتبادل الناس الآراء في المساجد عن جميع الموضوعات، بما فيها أهمية الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة”. أثبتت المغرب نفسها كدولة رائدة في مجال المناخ بعدة مشاريع بارزة، بدءاً من أكبر مزرعة رياح في أفريقيا إلى محطة هائلة للطاقة الشمسية في الصحراء، التي افتتحت في وقت سابق من هذا العام. في نوفمبر/تشرين الثاني، سوف تستضيف مراكش قمة المناخ COP22 لمناقشة الاستعدادات لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ. وقالت وزيرة البيئة المغربية، حكيمة الحيطي لصحيفة الغارديان، إن الدين يمكن أن يسهم بقوة في مناقشات الطاقة النظيفة، وذلك قبل الإعلان الإسلامي حول تغير المناخ العام الماضي بوقت قصير. وقالت الوزيرة “من المهم أن يعود المسلمون لدينهم ويتذكروا أننا مخلوقات صغيرة على هذا الكوكب. علينا أن نساهم في حماية بيئتنا لحماية التطور البشري”. ويخطط مشروع المساجد الخضراء للقيام بذلك مع التقنيات التي يمكن تكييفها للمباني العامة والمنازل السكنية. من خلال تدريب الكهربائيين والفنيين ومدققي الحسابات، تأمل المغرب بتوجيه الطاقة النظيفة على مسار Energiewende الألماني، (تحويل الطاقة). لكن كونتز أكد أن ألمانيا تقدم الدعم التكنولوجي، وليس الفرص المالية التي تفيد صناعاتها. وقال “نحن لا نمثل مصالح الشركات الألمانية على الإطلاق، الشيء الجيد في هذا المشروع هو أن الحكومة المغربية هي التي تبنت الفكرة بنفسها. إنه شيء جديد ومبتكر حقاً، ولم ينفذ في أي مكان آخر من قبل، على حد علمي”. فتحت المبادرة آفاقاً جديدة للمساواة بين الجنسين في المغرب أيضاً. قال كونتز إن العديد من المرشدات الدينيات مشاركات في المشروع، وكذلك الأئمة، ونحو ربع المشاركين في الندوات الأخيرة كن من النساء. في إطار نموذج عقد خدمات الطاقة الخاص بالمشروع، ستدفع التكلفة من وفورات الطاقة المولدة من نظم الطاقة النظيفة التي تم تركيبها. كما أن التجديدات ستخفض استهلاك الكهرباء في المساجد بنسبة 40٪. المئة مسجد الأولى التي تتحول إلى صديقة البيئة ستكون في الغالب في المراكز السكانية الكبيرة – مثل الرباط وفاس ومراكش والدار البيضاء – ولكن المشروع سينتقل بسرعة إلى القرى والمدن الصغيرة. مع وجود 15،000 مسجد في أنحاء المغرب، الواقعة في شمال أفريقيا، تبدو إمكانات النمو واضحة. وقال كونتز أن الهدف هو إنعاش صناعة التجديد للشركات المستدامة التي يمكن أن توظف العديد من المغاربة في قطاع الطاقة النظيفة.