تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجوما استهدف مساء الجمعة مطعما في الحي الدبلوماسي بالعاصمة البنغالية دكا. وذكرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم أن عناصر الأخير قتلوا أكثر من عشرين شخصا في الهجوم على المطعم الذي يرتاده الأجانب في دكا. وأفاد مراسل الجزيرة التي اوردت الخبر في بنغلاديش بأن شرطيا قُتل وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات مع مسلحين يحتجزون رهائن أجانب في المطعم. وكانت مصادر أمنية تحدثت في وقت سابق عن عملية وشيكة لتحرير الرهائن، الذين قَدّر مراسل الجزيرة عددهم بنحو عشرة. لكن وسائل إعلام محلية قالت إن ثلاثة مدنيين وشرطييْن قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع المسلحين، الذين أوضح مسؤول أمني أن عددهم ثمانية أو تسعة. وذكرت محطة تلفزيون 24 المحلية أن أصوات رصاص وانفجارات صدرت من مطعم "هولي أرتيزان" في منطقة جولشان بالعاصمة داكا في وقت متأخر مساء اليوم. ولم يتضح على الفور عدد الموجودين بالمطعم عندما دخله المسلحون، بينما طوقت قوات الأمن المنطقة بأسرها. من جانبها، قالت الخارجية الأميركية إنه لا يزال من المبكر معرفة المتورطين في احتجاز الرهائن أو دوافعهم. وشهدت بنغلاديش نحو خمسين عملية قتل في ثلاث سنوات تبنى معظمها تنظيم الدولة الإسلامية أو فرع تنظيم القاعدة في جنوب آسيا، لكن حكومة الشيخة حسينة واجد تتهم إسلاميين محليين بتلك العمليات وتنفي أي وجود لتنظيم الدولة أو للقاعدة في البلاد. وكان مجهولون قد قتلوا في يونيو/حزيران الماضي موظفا في معبد هندوسي، وعلى خلفية هذه العملية أعلنت الشرطة اعتقال "إمام يعمل بدوام جزئي" في منطقة بابنا شمال غرب البلاد. يشار إلى أن بنغلاديش دولة علمانية من الناحية الرسمية، لكن الإسلام هو دين الدولة منذ قرابة ثلاثة عقود، فأكثر من 90% من السكان مسلمون، في حين يشكل الهندوس مع البوذيين الأقليات الرئيسية. وقد تبنت بنغلاديش العلمانية رسميا بعد الانفصال عن باكستان عام 1971، لكن في العام 1988 قرر الحاكم العسكري آنذاك جعل الإسلام دين الدولة في البلد الواقع جنوب آسيا، في محاولة لتوطيد سلطته. وقررت حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة العودة إلى العلمانية باعتبارها ركيزة دستورية، لكنها وعدت بأنها لن تصادق على قوانين تتعارض مع المبادئ الأساسية للدين.