التأم مديرات ومديري المؤسسات التعليمية الابتدائية بالمغرب للمرة الثانية في ظرف أسبوعين، في وقفة احتجاجية عارمة، تنفيذا للبرنامج النضالي الذي سطره مكتبهم الوطني بتفويض من المجلس الوطني المنعقد بمدينة أزرو نهاية نونبر الماضي. وشكل هذا الالتئام الجهوي الأول من نوعه منذ أزيد ثلاث سنوات فرصة لالتقاء مدراء مؤسسات التعليم الأساس بمختلف جهات المملكة، في جو ملؤه التآزر والتلاحم الكبيرين أملتهما الرفقة الحميمية الجمعوية التي دامت لأزيد من عقد من الزمن وخاصة تقاسمهم لمرارة الوضع ووزر المسؤولية وتناسل المهام بشكل تسارعي تراكمي في غياب أدنى شروط الاشتغال . ولم تسرق الوقفة الجهوية التي دعت إليها خمس نقابات أمام المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمدينة إنزكان المجاورةوالتي دعمتها العديد من المنظمات الحقوقية ومختلف الهيئات الحزبية وجمعيات المجتمع المدني(لم تسرق) الضوء على المحطة الثانية التصعيديةالتصاعدية "لمحاور أقطاب الرحى" للمنظومة التربوية وأحجار زواياها الذين نزلوا بكثافتهم المعهودة غص بها الفضاء الأمامي لمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة على غرار باقي جهات المملكة،تعبيرا منهم عن التفافهم القوي على قضيتهم وعن إلحاحيتهم الكبيرة على ملفهم المطلبي الذي وصفوه بالعادل والمشروع من خلال اللافتات المرفوعة ومن خلال الشعارت الصادحة للحناجر المرددة طيلة زمن الوقفة الذي دام لأزيد من ساعتين توجها المنظمون بتلاوة نص كلمة المكتب الوطني الموحدة وطنيا. واعتبر عبد الهادي كويزين الرئيس السابق للفرع الإقليمي للجمعية بأكاديرإداوتنان، والكاتب الإقليمي الحالي لفرع أكادير لنقابة هيأة الإدارة التربوية التابعة للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل بأن إصلاح المنظومة التربوية ببلادنا التي أصبحت تتخبط في العديد من المشاكل في ظل النواقص والأوجاع الكبيرة التي تعانيها ،نتيجة سياسة المؤقت، التي تنهجها الحكومات المتعاقبة على تدبير شؤون البلاد، لن يتأتى ولن يكون متكاملا إلا بإصلاح الإدارة التربوية وبإيلائها كامل العناية باعتبارها مدخلا أساسيا لترتيب وتأهيل المؤسسة التعليمية إداريا وتربويا واجتماعيا، مضيفا بأن صمت الحكومة الحالية في شخص وزيرها في التربية الوطنية وتجاهله المطبق لملف الإدارة التربوية بكل أسلاكها وغضه الطرف على مطالب الجمعية العادلة لن يزيدنا إلا إصرارا وتلاحما، لاسيما وأن هذه الأخيرة استطاعت بفضل جدية مطالبها وقانونيتها أن تقنع المسؤولين السابقين على تدبير الشأن التربوي ببلادنا بشرعية المطالب وبعدالتها قبل مجيء المسؤولين الحاليين الوصيين على القطاع، ليجهزوا على كل المكتسبات السابقة ويصموا آذانهم على أنين المتضررين الذي طال أمده،بل أكثر من ذالك،يقول المتحدث لبيان اليوم ، سدوا كل أبواب الحوار في وجههم رغم سلكهم لكل السبل ومراسلتهم الوزارة في أكثر من مرة لترتيب لقاء مسؤول وجدي لإيجاد الحلول لباقي النقاط العالقة في ملف المدبرين التربويين،ولكن للاسف، يقول كويزين، تنادي ولا حياة لمن تنادي:صيحة في واد ونفخة في رماد. من جانبهما، لم يستسغ كل من إبراهيم عتيق الكاتب السابق لمكتب الإدارة التربوية داخل الجامعة الحرة للتعليم التابعة لاتحاد العام للشغالين بالمغرب،وعبدالله باري عضو في تنسيقية الإدارة التربوية في نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل الإهمال الذي يطال ملف الإدارة التربوية من قبل المسؤولين على القطاع وتجاهلهم له في ظل العديد من الإكراهات اليومية التي تؤرق بال رؤساء المؤسسات التعليمية وتقض مضجعهم خصوصا في السلك الابتدائي حيث يجد المدير نفسه وحيدا في مجابهة كل المسؤوليات والمهام التي تتساقط عليه بشكل يومي وبشكل تراكمي في غياب وسائل الإنجاز والاشتغال وفي غياب طاقم تربوي يخفف من وطأة هذا الحمل الثقيل، يضيف المسؤولان النقابيان .