انعقدت صباح اليوم الخميس 26 نونبر 2015 بمقر ولاية جهة سوس ماسة الندوة الدولية "للتربية الدامجة" للأطفال في وضعية إعاقة بجهة سوس ماسة، و ترأست فعاليتها زينب العدوي والي الجهة و بحضور إبراهيم الحافيدي رئيس مجلس جهة سوس ماسة، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين و سفيرة اليونسيف بالمغرب؛ والسيدة المديرة العامة لمنظمة "إعاقة دولية" وجمعيات المجتمع المدني. وفي كلمة لها بالمناسبة أكدت والي الجهة زينب العدوي، أن هذه الندوة تنعقد بعد مرورسنتين على التجربة لاسيما التربية الدامجة بهذه الجهة، وذلك تنفيذا للالتزامات الدولية لبلادنا، بعد مصادقة المغرب على اتفاقيتي حقوق الطفل وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، مؤكدة، أن هذا اللقاء الدولي هو مناسبة سانحة لتشارك النتائج المحصل عليها، والوقوف على مكامن الخلل لتحسين وتطوير نقط القوى، حتى تصبح نموذجا يقتدى به على الصعيد الوطني والدولي. وخلصت إلى أن موضوع التربية الدامجة، يشكل أهم التحديات للمهتمين بشأن تحسين ظروف الأشخاص في وضعية الإعاقة، لما تشكله ظاهرة الإعاقة من صعوبات على الأسر والمجتمع، فهي إحدى المعيقات الأساسية للدمج التربوي والاقتصادي والاجتماعي عند هذه الفئات، و ترتبط ارتباطا وثيقا بآفاقهم المستقبلية من حيث التعليم والصحة والشغل ناهيك عن آثارها الخطيرة في الوسط القروي، حيث يتقلص عدد المدارس المهيأة لاستقبال هذه الفئة وتسهيل ولوجها و تنقل ظروف تنقلها و تتبعها. وأشارت زينب العدوي في معرض حديثها، إلى أن الملك محمد السادس، عند وضعه لورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، جعل هذه الفئة الاجتماعية في صلب اهتمامات جلالته من خلال استهدافها ببرنامج محاربة الهشاشة، الشيء الذي تمت ترجمته على أرض الواقع من خلال إشراف جلالته شخصيا على وضع الحجر الأساسي وتدشين عدة مشاريع تهم الأشخاص في وضعية الإعاقة. و أكدت أن جهة سوس ماسة، وبالضبط عمالة أكادير إداوتنان، نالت نصيبها من هذه المشاريع المولوية السامية من خلال برمجة مشروع مهم، وهو" بناء وتجهيز المركز الجهوي للأشخاص في وضعية إعاقة بأكادير" الذي يهدف إلى التكفل الطبي والتربوي القبلي وكذا التكفل الاجتماعي بالأطفال في وضعية الإعاقة ومواكبتهم وتوجيه أسرهم، مع توفير فضاءات رياضية تتلائم ومختلف أشكال الإعاقة، وذلك بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ف ضلا عن مشاريع أخرى ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمتمثلة في تأهيل وتجهيز بعض الأقسام المدمجة، بالإضافة إلى الدعم المقدم لهيئات المجتمع المدني المهتمة بالأشخاص في وضعية الإعاقة، إلى جانب إقتناء بعض التجهيزات، وتوفير النقل المدرسي لتسهيل عملية نقل هذه الفئات الاجتماعية، دون إغفال تشجيع الممارسة الرياضية للأشخاص في وضعية الإعاقة، من خلال اقتناء الكراسي الرياضية الخاصة بممارسة كرة السلة، وكذا إقتناء وسيلة نقل الممارسين الرياضيين للمشاركة في مختلف البطولات الرياضية المحلية والجهوية والوطنية. وفي الأخير طالبت بالعمل على تعزيز المكتسبات المحققة على مستوى جهة سوس ماسة، للرقي بالوضعية التربوية للأشخاص في وضعية الإعاقة، وجعل هذا الملتقى الدولي ورشا علميا وعمليا يتم من خلاله استخلاص ممارسات فضلى و فعالة وهادفة تخدم اهتمامات وحاجيات تلك الفئات الاجتماعية، والرفع من المجهودات التي تبذل في هذا المجال من طرف مختلف القطاعات الحكومية المعنية بمشاركة هيئات المجتمع المدني، دون إغفال المنظمات الدولية التي تقدم الدعم والمواكبة اللازمين، وذلك في إطار شمولي و إلتقائي ومقاربة تشاركية تراعي الخصوصيات المحلية لبلادنا.