لا يواجه المسلمون أجندات غربية، ووسائل إعلامية عالمية فقط، بل يواجهون أيضاً سيلاً من الجهل والتخلف الذي يحاربونه منذ عصر النبوة وحتى اليوم. ففي الهند، التي يعتنق 80% منهم الديانة الهندوسية، يصبح أكل لحم البقر جريمة، يصل فيها الحد إلى القتل، حيث يحرّم الهندوس (وغالبيتهم فقراء) ذبح وأكل لحوم البقر. حيث كان إعلان كاهن هندوسي، يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، عبر مكبرات الصوت المثبتة فوق معبد، أن مسلم هندي يدعى "محمد أخلاق" ذبح بقرة، وأن زوجته تطهو لحمها للعشاء، بداية لجريمة قتل شنعاء، راح ضحيتها المسلم، بدم البقرة التي قتلها، فيما أصيبت زوجته بجروح. ووقعت الجريمة في قرية "بيسارا" الواقعة بالقرب من العاصمة نيودلهي. وسلطت الجريمة الضوء على برامج متشددة، وهاجمت مجموعة من المعتدين في القرية منزل محمد أخلاق الأسبوع الماضي، وضربوه حتى أزهقوا روحه، وجروه جثة هامدة إلى الشارع. واحتل عضو البرلمان عن الدائرة التي تتبعها القرية ماهيش شارما، ويشغل منصب وزير الثقافة في حكومة مودي، عناوين الصحف أخيراً بتصريحات أظهرت جانباً مختلفاً للحزب الحاكم الذي يمثل القوميين «الهندوس»، وفي إحدى الخطب تعهد شارما بتطهير الحياة العامة التي لوثتها المؤثرات الغربية. وزار شارما قرية بيسارا الأسبوع الجاري، لتقديم تعازيه لأسرة أخلاق، قائلاً: "إن من الممكن أن يكون مقتله حادثاً عارضاً". وقالت أرملة أخلاق، إكرامان التي أصيبت بجروح في وجهها: «كيف يمكن للزعيم أن يصف جريمة قتل زوجي بأنها حادث عارض، لا أعتقد أن الوزير يعرف الفرق بين الحادث وجريمة القتل». ويقول منتقدون: إن تعليق شارما ينطوي ضمناً على التغاضي عن قتل أخلاق. ويعد أكل لحوم البقر محرماً عند كثير من «الهندوس» الذين يمثلون 80 في المئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.25 بليون نسمة، ويبلغ عدد المسلمين في الهند 175 مليون نسمة.