إلى غاية الساعات الأخيرة من موعد انتهاء مدة تقديم ملفات الترشح لرئاسة المجالس الجماعية والجهوية، كان المرشح الوحيد لرئاسة مجلس جهة سوس ماسة هو الرئيس الحالي والأوفر حظا لرئاسة المجلس القادم إبراهيم حافيدي، خاصة بعد أن سحب مرشح العدالة والتنمية الحاصل على 23 مقعدا ترشيحه لرئاسة الجهة وقرر التخلي عن هذا المنصب لحزب الحمامة في شخص مرشحه إبراهيم الحافيدي. لكن إقدام الاستقلالي عبد الصمد قيوح على إيداع ملف ترشيحه للتنافس على الرئاسة بعد إصدار الأغلبية لميثاق شرف تمنح من خلاله رئاسة الجهة إلى التجمعي إبراهيم الحافيدي، غير جانبا من قواعد اللعبة، وبات التنافس ثنائيا وليس أحادي ومحسوم كما كان خلال الأيام القليلة الماضية. وعلى ضوء هذا المستجد، بتقديم عبد الصمد قيوح لملف ترشيحه للتنافس على الرئاسة، تطرح تساؤلات بخصوص تقديم هذا الأخير لملف ترشيحه في الساعات الأخيرة، خاصة بعد حسم الأمور في وقت سابق لصالح الأحزاب التي تنتمي إلى الائتلاف الحكومي، ويبقى التصويت على الرئاسة هو الفيصل في الموضوع، يقول متابع لما يجري على صعيد الأجواء التي تخيم على المرحلة التي تسبق يوم اختيار الرئيس لمجلس الجهة يوم غد الاثنين بعد أن استدعى والي جهة سوس ماسة درعة، أعضاء الجهة الجديدة، سوس- ماسة، الذين تم انتخابهم في الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها المملكة يوم الجمعة الماضي، من أجل انتخاب الرئيس الذي يعد الأول في ظل التقسيم الجهوي الجديد. وبلغة الأرقام، فان كفة الميزان في هذا الاستحقاق الانتخابي وكما يبدو تميل لصالح التجمعي إبراهيم الحافيدي بالنظر إلى عدد المقاعد التي انتزعتها أحزاب الأغلبية خلال انتخابات 4 شتنبر بمجلس الجهة حيث حصدت مجتمعة 38 مقعدا من أصل 57 المكونة لجهة سوس ماسة، منها 23 مقعدا فاز بها حزب العدالة والتنمية و11 مقعدا لحزب التجمع الوطني للأحرار و4 مقاعد لحزب التقدم والاشتراكية. ومن جهتها، لم تنل أحزاب المعارضة التي تتشكل من أحزاب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفيدرالية اليسار الديمقراطي سوى 19 مقعدا على صعيد جهة سوس ماسة. وسيكون الرئيس الحالي إبراهيم حافيدي خلال هذا النزال الانتخابي مؤازرا بأحزاب الأغلبية التي عبرت عن احترامها في إعطاء الأولوية في التحالفات لأحزاب الأغلبية الحكومية حول تدابير تشكيل مكاتب المجالس الجهوية والجماعية "وإعمالها لشروط هذا الاتفاق". واستحضارا لقرارات القيادات الوطنية لأحزاب التحالف الحكومي وقعت أحزاب الأغلبية الحكومية بجهة سوس ماسة ميثاق شرف، وقد اتفق الموقعون على إسناد رئاسة المجلس لحزب التجمع الوطني للأحرار في شخص إبراهيم حافيدي، كما تم الاتفاق على تشكيلة و تركيبة مجلس الجهة القادم. وتبعا لذلك ذكرت مصادر متبعة للموضوع أن مرشح المعارضة عبد الصمد قيوح عن حزب الاستقلال للتنافس على الرئاسة رغم علمه المسبق أنه يفتقر للأغلبية، ينم عن إيمان الرجل بأهمية المعارضة، ودرايته بالقوانين التنظيمية الجديدة التي أعطت المعارضة عددا من الصلاحيات الواسعة كرئاسة بعض اللجان، ودورها الأساسي في هذه المجالس الجهوية إلى جانب الأغلبية المسيرة للمجلس.