من استقرأ حقب التاريخ فهما و تحقيقا ، و سبر أغواره درسا و تدقيقا ، ألفى بين جواهر الأقوال و مضارب الأمثال ، حقيقة شاخصة و هي أن الشباب هم مصدر اللإنطلاقة لحضارة الأمم و جوهرها الثمين .. من هذا المنطلق ، و كلما حملت القلم في يدي ، و وضعت الورقة أمامي . وجدت نفسي أمام موضوع واحد . موضوع يهم الشباب. لما لا ؟ أنا الشاب الغيور، أنا الشاب الذي لا أتحمل أن أرى أقراني يلهتون وراء السراب . سراب بعده سراب. شباب مروا في مرحلة كلها ضعف و وهن ، وتنتظرهم أخرى ذي ضعف و تعب . شباب لم يستطيعوا تحمل ولو مسؤولية بسيطة . ولم يستطيعوا تحقيق ولو هدف بسيط . أنسيتم يا شبابنا أن – أسامة ابن زيد رضي الله عنه كان قائدا في جيش المسلمين و عمره أنذاك لم يتجاوز التاسع عشر . كان لا بد لي أن أحكي عن شبابنا اليوم ، فقد انزاحوا كل الانزياح عن عاداتهم الإسلامية و الإنسانية . وأصبحوا يلهتون وراء أفكار الأجانب الذين لا مرجعية لهم ولا أخلاق . يجعلونهم قدوة ومثالا. لنصبح أمام زمن يعرف فيه الشاب سيرة الفنان و اللاعب و لا يعرف تاريخ مولد الرسول صلى الله عليه و سلم . !! أصبحنا في زمن يعتبر فيه الشاب المنحرف أشد رجولة من الشاب المتدين، أصبحنا في زمن تعتبر فيه الفتاة الكاسية العارية أشد جمالا من الفتاة العفيفة المحتشمة . أنتم اليوم يا شبابنا أصبحتم ضحايا إعلام و انفتاح سلبي ، تعيشون في بلد أصله دين و أخلاق لكن أفكاركم منبعها بلد لم تشرق عليه شمس الإسلام قط . كيف لا يكون ذالك ونحن نشاهد ضعف واقع الشباب اليوم ، فهم إما على الطرق سائرون ، أو على الشبكات العنكبوتية غافلون ، أو عبر شاشات الفضاء غارقون هذا حال واقعنا المرير فإلى متى ستبقى حياة شبابنا على هذا الحال ؟