شهدت مختلف مراكز الشرطة الموجودة بالشريط الساحلي ووسط مدينة أكادير حالة استنفار قصوى من أجل تتبع الأعداد الكبيرة من الشواذ، الذين ظهروا بشكل مفاجئ وغير مسبوق في عدد من شوارع مدينة أكادير، خلال الأسبوعين الماضيين، والقادمين إليها من مدينة مراكش. وحسب المعطيات الأولية التي حصلت عليها الجريدة، فإن عددا كبيرا من الشواذ يعمدون إلى استفزاز المارة عند شارع الأمير مولاي عبد الله في ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي أثار حفيظة العديد منهم، والذين قاموا بإشعار المصالح الأمنية المعنية بالأمر، كما يظهر شريط فيديو مجموعة من الشواذ يرتدون أزياء نسائية وفي أقصى صور التبرج النسائي وهم يتغزلون بأحد المارة في حدود الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم الخميس رابع يونيو الجاري، في اتجاه مسجد بالشارع المشار إليه. وعلى مستوى العمارة التابعة للمجلس البلدي لمدينة أكادير، اتخذ مجموعة من الشواذ المشار إليهم مكانا لاستقبال زبنائهم وتقديم وجبات جنسية سريعة، كما أن الممرات المظلمة الموجودة بعين المكان تسعف جموع الشواذ من أجل الفرار من دوريات الأمن التي تجوب المنطقة. و تبعا لذلك، علم أن أسباب تنامي ظاهرة الشواذ بشكل مفاجئ في شوارع مدينة أكادير راجعة بالأساس إلى الضغط الأمني الذي خلقته فرق الشرطة المتخصصة في الدعارة، التي تم إنشاؤها مؤخرا بمدينة مراكش، حيث تم تشديد الخناق على هؤلاء، الأمر الذي حذا بهم إلى اختيار مدينة أكادير، بعد أن تبادلوا المعلومات فيما بينهم على أن المراقبة الأمنية أخف بمدينة أكادير، خاصة بعد أن سجل عدد من الشهادات المتطابقة حالة التراخي في مطاردة هؤلاء الشواذ الذين نقلوا نشاطهم إلى أهم الشوارع الرئيسية بالمدينة، كما أنهم لم يسبق لهم أن ظهروا بأزياء نسائية وبالطريقة العلنية التي سجلت خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي السياق ذاته، كشفت المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، أن الشواذ المشار إليهم غالبا ما يكونون من حاملي السلاح الأبيض من أجل استعماله لحماية أنفسهم، أو الاعتداء بواسطته. في مقابل ذلك، استنكر عدد من فعاليات المجتمع المدني تنامي هذه الظاهرة التي تسيء إلى الصورة الاعتبارية للمدينة، باعتبارها عاصمة لسوس العالمة، كما أن بروز هذه الظاهرة بشكل علني وفي الشارع العام قد يتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار، من خلال تبادل الاستفزاز بين هؤلاء الشواذ وعموم المواطنين الذين لن يتقبلوا وجود هذه الظاهرة على مقربة من بيوتهم، لما لذلك من تأثير سلبي على أبنائهم.