في سابقة محسوبة على الإذاعة الوطنية وكما هي دأبت على إعادة الاعتبار للشعراء الامازيغ، قامت هذه الأخيرة يوم 31 مارس 2012 على الساعة الثامنة ليلا ، وخلال برنامج “ايض ايزلي امازيغ” أي (ليلة الطرب الامازيغي ) بتكريم وجه من الوجوه المشرقة في سماء الشعر الامازيغي ، وذلك في النبش في ذاكرة الشاعر سعيد اد بناصر ، وقد جاءت مبادرة الإذاعي المتألق والمتميز عبد الله الطالب علي صاحب الصوت الهادي والنبرة الامازيغية المدوية في تكريم الشاعر اد بناصر كخطوة ستسجل في سجل تاريخ هذه الإذاعة ، لكون المكرم سعيد اد بناصر علامة شعرية قائمة بالمعنى والسياق والمضمون والمحتوى في أشعاره و من خلالها يستحق عبد الله الطالب علي الإذاعي المتألق أن يلقب بمنظر المواقف التكريمية، على اعتبار انه كان دائما إلى جانب الشعر وأهله لما يتميز به من ارتباط وثيق بالهوية الامازيغية : فالشاعر سعيد اد بناصر غني عن التعريف ومشهور في كل اللقاءات والندوات والمنتديات ، حضوره دائما يكون قويا بقوافيه وكلماته الدالة والمذلولة فمن يتصفح مساره يجزم أن الشاعر اد بناصر له مسيرة طويلة في مجال الشعر الامازيغي ، وهو من مواليد 1953بدوار الدهيرة اغير ملولن اولاد جرار تزنيت ،وكانت بداييته سنة 1964 مع الكتابات الشعرية ،كما أسس مجموعة اكيلالن الدشيرة سنة 1976 ويعتبر الشاعر من قيدومي مجموعة املن ، وفي سنة أسس جمعية امزواكن للفنون الشعبية بانزكان ، وشارك في اول فلم امازيغي كممثل “تامغارت وورغ ” والذي أخرجه الأستاذ الحسين بيزكارن ، كما لا ح صيته بسوس والجنوب لما اصدر اول ديوان شعري له تحت عنوان “اكليف ازلماض ” الذي يحتوي على أشعار امازيغية خالصة تنم عن سليقة فطرية وجبلة عفوية لا تصنع فيها ولا تكلف ، كلها أشعار تنساب بشكل بديهي مرتجل ، كما للشاعر اد بناصر عدة قصائد امازيغية منها :” اكليف ازلماض “،”يوتيكيك “،” تاكوت “،” حنت ايمي “،”تلاس نتافوكت “، ” امطاون نغزة “ ، كما شارك مع عدة مجموعات امازيغية منها:(مجموعة املن سنة 1976)،(امزواكن للفنون الشعبية انزكان سنة 1981)،(مجموعة انكان سنة 2009 والتي غنت بالقصيدة التي تحمل بصماته ،امطاون نغزة).كما له عدة قصائد غنت بها مجموعات مشهورة من هذا الرعيل وذاك ،لكنها لاتعترف بانتسابها للشاعر اد بناصر،كما ستظهر عما قريب مجموعات سجلت بإيقاعها على كلماته الساحرة . وشاعرنا حاليا لا زال يشغل منصب عضو بجمعية تايوغت بانزكان الدائعة الصيت بالجهة ومؤخرا قام بتاسيس جمعية اختار لها اسم ” نادي الشعر اسافن تكوري للثقافة والتنمية الاجتماعية ” ومقرها الدائم بانزكان. ومن خلال هذا البرنامج الاثيري والمباشر من استديوهات اكادير ، كان للمستمع والمتتبع للإذاعة والمعجب بالفن الامازيغي فرصة سانحة للمشاركة في البرنامج وذلك بالاتصال وإبداء الرأي في الشاعر اد بناصر . وما يميز هذا التكريم نوعية الحضور المتمثل في العديد من الوجوه البارزة التي بصمت اتارها في مجال الأغنية والشعر والموسيقى والفن الامازيغي، مما زاد هذا الحفل بهجة وإشعاعا سيكون بمثابة منارة نرجو ان تتلوها خطوات متتالية للإطلالة على شعراء آخرين لا يقلون قيمة من الشاعر والمبدع سعيد اد بناصر ، ومن ابرز الوجوه التي حضرت بكلماتها بالمناسبة نذكرالاستاذ اكرام سالوت من مجموعة ارشاش والفنان محمد الشامخ من مجموعة ازنزارن والفنان المتألق علي فايق من مجموعة امارك فيزيون والاستاذ محمد بايري قيدوم مجموعة لقدام وباحث في التراث الامازيغي والشاعرة الشابة المتالقة عائشة امرزاك الملقبة في الوسط الفني الامازيغي بتازرزيت ويعتبر هذا الكم الهائل من الحضوراكراما وتقديرا واعترافا بمسيرة اد بناصر في بحر ومحيط الشعر الامازيغي .