تعرف مدينة تنغير بعض الظواهر الاجتماعية التي أصبحت تشكل وضعا مقلقا مما يستدعي التفكير بجدية لإيجاد مقاربات سليمة، والعمل لمعالجة هذه الحالات التي من شأنها أن تسيء إلى الإطار الاجتماعي العام لهذه المدينة. فالزائر إلى هذه المدينة "تنغير" يشاهد وبلا شك أعداد وفيرة من المتسولين رجالا ونساء وأطفالا تملأ الشوارع والفضاءات العمومية ، بل حتى أبواب المساجد لا تنجو هي الأخرى من هذه الظاهرة حتى أصبح الوضع مألوفا لدى الجميع وكأن مشكلة العيش لا حل لها إلا عن طريق التسول ، والذي يعتبره البعض مهنة أو حرفة لكسب العيش ويبدو ذلك جليا من خلال استغلال الأطفال في التأثير على المواطنين أو نساء مسنات لكسب عطفهم أثناء العملية. كما تعرف المدينة ظاهرة أخرى أخطر من ظاهرة التسول ويتعلق الأمر بظاهرة انتشار المشردين في الشوارع وأمام المساجد وهناك من يوهمون الناس أنهم حراسا للسيارات ، وهي ظاهرة أصبحت تشكل هاجس كل السكان والوافدين إلى المدينة نظرا لما يرتبط بها من سلوكيات تقلق راحتهم . إلى جانب هذه الظواهر تنتشر ظاهرة أخرى أكثر خطورة تتجلى في ظهور العديد من المعتوهين يجوبون الشوارع والأزقة بعضهم عاريا والبعض الأخر يتلفظ بعبارات ساقطة وصنف ثالث يعاكس المارة ويفزع النساء ، مهما تكن أسباب هذه الظاهرة يبقى الاهتمام بالمعتوهين والمشردين أمرا ضروريا لا مفر منه .وجدير بالذكر أن ظاهرة التسول تشهد تزايدا كبيرا بمدينة تنغير في الآونة الأخيرة،حيث لا تقتصر هذه الظاهرة على فئة معينة بل تشتغل النساء والأطفال وحتى الشيوخ، اغلبهم من خارج مدينة تنغير،حيث نجد أبواب المساجد والمقاهي هي الأماكن المفضلة لدى غالبيتهم،ولدى استفسارنا عن آراء المواطنين حول هذه الظاهرة وجدنا اختلافا كبيرا بين متعاطف ومشمئز من سلوك المتسولين. ورغبة منهن في الإيقاع بمزيد من الضحايا فإن دهاء وحيل هذه الشريحة من المتسولين دفعت بعضهم إلى ابتكار أساليب جديدة للتسول كالإدلاء ببعض الوصفات والشواهد الطبية المسلمة لهم من بعض المراكز الإستشفائية، وعليه فإن الأوضاع بمدينة تنغير تزداد مأساوية في ظل عدم وجود سياسة مقننة من طرف المسؤولين للحد من الظاهرة أو القضاء عليها بوسائلها المتاحة. ولمعالجة هذه الظواهر التي تسيء إلى المدينة، يجب على الدولة "السلطات ووزارة التضامن" أن تهيأ الميلاذات الآمنة وذالك ببناء مقرات إيواء اجتماعية لهذه الفئة، بتنسيق مع الجمعيات المدنية التي تعمل في هذا المجال.