تتوافد على مدينة انزكان العاصمة الإقتصادية للجنوب المئات من الحافلات، واليات النقل المتنوع المزدوج والثقيل وغير الثقيل، مما يحول شوارعها الى حركة دائمة لا تعرف التوقف ليلا نهار، خصوصا بالمحور الجنوبي، حيث تتمركز الأسواق والمراكز التجارية الكبرى وتتقاطع مع مدخل بلدية أيت ملول على القنطرة الرئيسية من المحور والذي نادرا ما يعرف مراقبة وضبط لحركة السير والجولان بشكل مستمر، باستثناء يوم السوق الأسبوعي (الثلاثاء)، أما الأيام الأخرى فتبقى الأمور الأخرى خاضعة لمزاج السائقين ولظروف التبضع والسير والجولان، لكن الذي يزيد الأمور تفاقما حالات بعض الحافلات المهترئة والتي تتعرض وتصاب بالأعطاب التقنية، فتسبب بذلك في اختناق وشلل تامين في هذا المحور الطرقي الهام الذي يربط مدن الجنوب بالصحراء، وقد يستمر هذا الشلل والاختناق لساعات طوال يزيد من صعوبة انسياب حركة المرور، ولذا يجب العمل على إقامة محور جديد لتسهيل عملية المرور. ولقد وضع احد المهندسين الفرنسيين القدماء تصميما لطريق شبه سيار يخترق مجرى وادي سوس في اتجاه توهمو أو عبر حي تمزارت (الذي يشبه إلى حدهما جزيرة) بايت ملول، ومنها إلى مدينة تزنيت وباقي مدن الجنوب، وهذا المشروع ما يزال في طي الإهمال والنسيان رغم مرور ما يزيد عن 50 سنة، وان كانت قد ظهرت في الآونة الأخيرة بعض العلامات التي توحي أن هناك حنين لإحياء هذا المشروع الطرقي الهام والذي سيفك الشلل والاختناق بل والحصار عن كل المدن الجنوبية، لان هذا المحور الطرقي منه تمر كل حاجيات المنطقة الجنوبية والصحراوية من مواد فلاحية وتجهيزات وغيرها، ويكفي أن تصاب القنطرة أو هذا المحور الطرقي بحادث ما حتى تتوقف شريان الحياة الاقتصادية بالمنطقة الجنوبية بكاملها، فهل تفكر وزارة التجهيز والنقل اللوجستيكي ومعها المسؤولون المحليون والإقليميون والجهويون، في إحياء هذا المشروع الطرقي؟ الحلم الذي سيفك أزمة السير والجولان لمحور اكادير انزكان والجنوب، ولعله كذلك سيخفف من حرق الأعصاب لدى الساهرين على السير والجولان والسائقين والمبضعين والمسافرين والمارين.