تحتضن مدينة زاكورة، على مدى أربعة أيام، الدورة الثالثة من المنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية لما تتوفر عليه من مؤهلات طبيعية وبشرية. وقد افتتح أشغال هذه الدورة وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، ووزير السياحة، لحسن حداد، اليوم الخميس فعاليات الدورة العالمية الثالثة، التي تنظمها جمعية المنتدى الدولي للواحات بزاكورة، بشراكة مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ووزارة الصيد البحري، وعمالة إقليم زاكورة، ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، والجماعة الحضرية بزاكورة، والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة. وتهدف هذه الدورة، حسب المنظمين، إطلاق خارطة طريق لتنفيذ أمثل للبرنامج المعلن عنه خلال الدورتين السابقتين، حيث تمت الدعوة إلى تحقيق التنمية. وزير الفلاحة،تطرق في كلمته إلى الظروف المناخية الحالية بالمنطقة بعد الأمطار الأخيرة، والتي جاءت بعد ثلاث سنوات اتسمت بقلة الأمطار، والتي تراوحت بين 76 ملم بزاكورة و115 ملم بتازارين. وأشار الوزير إلى أن التساقطات المطرية كانت سببا في ملء سد المنصور الذهبي عن آخره، وارتفاع صبيب وادي درعة الذي وصل إلى 7200 متر مكعب في الثانية، وهو ما "سيكون له أثر إيجابي على المواسم الفلاحية الثلاثة المقبلة"، وعند حديثه عن مخطط المغرب الأخضر وعن برنامج العمل المسطر برسم سنة 2015 الخاص بمنطقة زاكورة، أكد أخنوش أن ما "تم انجازه يعتبر مهما بالنسبة لساكنة هذه المنطقة، إلا أن الطريق طويل لتحقيق الأهداف المسطرة". مؤكدا في نفس الوقت على أهمية "الفلاحة العائلية في القضاء على الجوع والفقر، وتوفير الأمن الغذائي، والتغذية، وتحسين سبل العيش باعتبارها الصفة البارزة للمنظومة الواحاتية". أشار أخنوش إلى أنه يولي "اهتماما بالغا من وزارته لهذه الزراعة في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، التي تهم الفلاحة التضامنية للنهوض بها، وتحسين إنتاجيتها، ومساهمتها في الأمن الغذائي". وكشف المسؤول الحومي، أنه تم إطلاق 3 مشاريع بإقليم زاكورة، تهم سلسلة النخيل في المخطط الفلاحي الجهوي لسوس ماسة درعة، بمبلغ 463 مليون درهما"، مبرزا أنها "ترمي إلى معالجة جل الإكراهات التي تعوق تنمية السلسلة". وخص الوزير بالذكر عقلنة استعمال الموارد المائية، وحماية الأراضي من الفيضانات وإعادة إعمار الواحات وهيكلتها، من خلال برنامج توزيع حوالي 513 ألف فسيلة وتنقية 112 ألف عش نخيل". وخلص أخنوش إلى أن "هذه المشاريع تسعى إلى الرفع من إنتاجية التمور، ببرمجة 12 وحدة تبريد وتخزين التمور بطاقة استيعابية تناهز 2400 طن"، بالإضافة لسلسلة الحناء التي تقرر إدماجها في مخطط المغرب الأخضر، في منطقة المعيدر". من جانبه وزير السياحة ، لحسن حداد سجل أنه "لا توجد أي منطقة في العالم تشبه منطقة زاكورة في غناها وجوها لتوفرها على مؤهلات سياحية لا توجد في غيرها"، مؤكدا سعي وزارته إلى الرفع من السياحة في إقليم زاكورة، وخصوصا في ظل ما تتميز به من قصبات. وشدد حداد على ضرورة تكثيف مجهودات الفاعلين في المجال السياحي لتسهيل وصول السائح المغربي إلى هذه المنطقة، بالقول إن "المغاربة لا يعرفون منطقة زاكورة، وبالتالي لابد من تكثيف الجهود محليا ووطنيا، عن طريق تسهيل إيصال السائح المغربي لها". وأكد رئيس جمعية المنتدى، جواد نصيري، أن الهدف من المنتدي يكمن في مضاعفة الجهود، وتوحيد الرؤية بالمساهمة بشكل جماعي في إعداد إستراتيجية تمكن مختلف المتدخلين من تجاوز العراقيل التي تعيق تحقيق التنمية بمناطق الواحات".ويتعلق الأمر، حسب نصيري، بالمساهمة في النهوض بالاستراتيجية الوطنية لتنمية مناطق الواحات، وابتكار رؤى محلية جديدة في مجال التنمية المستدامة.