دوار تيكنتين و تلات زكاغن التابعين لجماعة تاسريرت قيادة أملن دائرة تافراوت الواقعين تحت النفوذ الترابي لإقليم تيزنيتجنوب المغرب ، الذين أضحيا بعد الفيضانات كجزيرة خارج التراب الوطني، حيث أنهما يعرفان منذ زمن بعيد بقساوة العيش وصعوبة التضاريس بالإضافة إلى انعدام ظروف العيش البسيطة ، اذ أن الطريق الوحيد الذي يؤدي إليهما يشكل معاناة للساكنة بشكل يومي، بالنظر الى التهميش المتراكم الذي طالها من لدن الجهات المسؤولة ما أدى الى جعلها بحرا من الحفر التي يصعب سلكها حتى باستعمال الدواب ناهيك عن وسائل النقل الحديثة. سكان دوار تيكنتين وتلات زكاغن الذين يشكلان ثلث ساكنة جماعة تاسريرت، عبروا عن سخطهم عن التهميش من طرف الجماعة المذكورة حيث أنها لا تستفيد من أي دعم أو مشروع يدخل في إطار التنمية البشرية، وكذلك لما ألت اليه أوضاع الطريق الذي يعتبر مسلكهم الوحيد نحو المناطق المجاورة، بل وتحول الى عائق يتسبب لهم في مشاكل حقيقية. وكما جاء على لسان السيد عامل مدينة تيزنيت بعد زيارته الأولى للمنطقة قبل أشهر قليلة، أكد على أنه لم يكن بعلم بوجود مثل هذه الدواوير على تراب الإقليم .. بل وعبر بألفاظ وعبارات تعاطف من خلالها مع الساكنة التي تعيش في ظروف لا تربطها بالحياة أية علاقة. وفي اتصال هاتفي مع الموقع أفاد شهود عيان من دوار تيكنتين أن الفيضانات الأخيرة أسفرت عن خسائر جسيمة في 23 منزل بالإضافة إلى 17 منزل تهدمت بالكامل وأخرى آيلة بالسقوط لكن الألطاف حالت دون تسجيل خسائر بشرية، هذا وما يزيد من معاناة الساكنة من تداعيات التساقطات التي زادتها حدة هشاشة وضعف المسالك الطرقية، بعد أن ظلت المنطقة محاصرة ومنعزلة عن العالم بسبب فيضان الأودية التي أدت إلى قطع الطريق الغير معبدة على مستوى عدة مقاطع. وضع أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية بسبب انقطاع الشريان الوحيد الذي يزود الساكنة بالمؤونة. أسر ظلت بلا مأوى ولا معين باستثناء بعض المجهودات الفردية التي تسعى وفق إمكاناتها المحدودة للتخفيف من معاناة المتضررين. و بموازاة مع موجة الأمطار الطوفانية الأخيرة كانت هناك تساقطات أخرى ثلجية مهمة على المرتفعات الجبلية التي يتعدى علوها 2000 متر عن سطح البحر، فقمم الجبال المحيطة بتاسريرت أصبحت مكسوة بالثلوج منذ صباح يوم السبت المنصرم. مما أدى إلى انخفاض كبير في درجة الحرارة مما أدى إلى موجة برد قارس لم تعهدها المنطقة منذ سنوات في هذا الوقت من السنة، الشيء الذي أدى إلى تراكم معاناة الساكنة والبعض منهم أصبح الآن بدون أغطية أو أغذية أو ألبسة سوى التي يلبسونها، كما أنه خلال هذه الأيام سجلت حالة ولادة في دوار تيكنتين بطريقة تقليدية لعدم توفر إمكانية نقل الأم الحامل إلى المركز الصحي بتافراوت الذي يبعد عن الدوار بحوالي 40 كم .. وضع لا يمكن أن تعبر عنه الأحرف، ولهذا يستدعي تظافر الجهود لفك العزلة عن ساكنة تيكنتين وتلات زكاغن بتزويدهم أولا بالمواد الأساسية التي تضمن استمرارهم على قيد الحياة، ثم إصلاح الطرق والممرات التي تربطهم بالمراكز القريبة ثانيا، قصد التزود بما يحتاجونه. بقلم رئيس جمعية تيكنتين