يوم الجمعة الماضي، اهتزت مدينة أكادير على وقع اكتشاف جثة طفلة في سن الرابعة قرب عمارة بأحد أحياء المدينة، المتهم الرئيسي في قضية مقتلها هي الأخرى طفلة لا تتجاوز التاسعة من العمر. "كان يوما عاديا"، تقول رقية، والدة الضحية مريم، "رافقت أطفالي الثلاثة إلى حديقة عمومية بعيدة شيئا ما عن المنزل الذي نقطن به، حيث بدؤوا يلعبون مع أقرانهم في الحديقة." إلى هنا كل الأمر عادية، إلى أن حل موعد خروج تلاميذ مدرسة ابتدائية تقع قرب مكان الحديقة، حيث بدأت الحديقة تعج بالأطفال الصغار، وضمنهم الطفلة آية التي تقدمت نحو ابنتها وشرعت في ملاعبتها، "لم أعر الأمر اهتماما كبيرا، ولم تساورني أي شكوك"، تضيف الأم الشابة، التي تركت مريم رفقة صديقتها "الجديدة" وتراقبهما من بعيد. إلا أنه وبعد دقائق، اختفت الطفلتان عن نظر الأم بطريقة "لم تفهمها"، لتشرع في البحث في أرجاء الحديقة دون جدوى، لتضطر بعد ذلك إلى العودة إلى منزلها بسيارة تاكسي مسرعة بغرض حمل هاتفها النقال وصورة ابنتها لتسهيل عملية البحث، التي دامت ما يقارب الساعة ونصف، قبل أن تصل قرب عمارة يحتشد حولها المارة، اكتشفت في نهاية المطاف أن جثة ابنتها هي سبب تجمعهم. "مريم كانت ما تزال على قيد الحياة عندما وصلت إلى مكان الجريمة"، تضيف رقية بكثير من الحسرة، مؤكدة أنها عاينت على وجه ابنتها كدمات وآثارا دماء على أنفها وفمها، قبل أن تصل سيارة الإسعاف "التي تأخرت كثيرا"، وتفارق الصغيرة الحياة في طريقها إلى المستشفى. وحسب ما جاء في تقرير الأمن الوطني ، فالطفلة آية "اعترفت أمام الشرطة بأنها اقتادت مريم بقرب الإقامة السكنية حيث تقيم، ثم عرضتها للضرب، قبل أن تخنقها وتلوذ بالفرار." "قالت أن شعر ابنتي أعجبها"، هذا سبب استدراج آية لمريم حسب رواية أم هذه الأخيرة. بقاء الفتاة المتهمة بقتل مريم حرة طليقة ، خلف استياء كبيرا في صفوف عائلة الضحية، التي طالبت بإيداع الفتاة بإحدى مؤسسات الاستقبال لعلاجها، حتى لا تؤذي أطفالا آخرين بعد حديث العديد من جيران الطفلة آية عن كونها تعاني من اضطرابات نفسية. "آية كانت تعنف أبناء الحي الذي تقطن به، كما أنها كانت تقتل قطط العمارة باستمرار"، مظاهر من عنف الفتاة الصغيرة ساقتها فاطمة عريف، رئيسة جمعية صوت الطفل التي تبنت قضية الطفلة مريم، "بل وصل الأمر إلى حديث إحدى جاراتها عن محاولة آية قتل فتاة أخرى تزامنا مع عيد الأضحى"، تضيف عريف التي ترى في الصغيرة آية "ضحية للعنف الذي يمارس عليها". ف"آية،" المزدادة سنة 2005، طفلة لأبوين مطلقين، عاينت نزاعاتهما، حيث لم تستعدها الأم من طليقها إلا بعد حكم قضائي، "وعانت من التعنيف من طرفهما معا"، تضيف العريف، التي طالبت هي الأخرى بوضع الفتاة تحت المراقبة للإشراف على علاجها.