في ليلة وداع أبطال العالم، نجح منتخب الشيلي في إلحاق الهزيمة الثانية على التوالي بمنتخب إسبانيا بعد تفوقه عليه بثنائية لحساب المجموعة الثانية، ليضمن بذلك تأهله إلى دور الستة عشر من المونديال برفقة الطاحونات البرتقالية (هولندا) والتي تغلبت هذا المساء على منتخب أستراليا 3-2. و انفجر المنتخب الشيلي مبكراً بتسديدة لفارجاس ارتطمت بأحد المدافعين ومرّت بجوار المرمى بقليل في الدقيقة الأولى، وتلاها مباشرةُ بثواني معدودة رأسية من اللاعب خارا مرّت أيضاً بمحاذاة المرمى. و انتظر الإسبان حتى انقضاء ربع ساعة كاملة للحصول على أول فرصة خطيرة بعد مرتدة قادها دييجو كوستا، انتهت بتسديدة لألونسو تصدى لها الحارس برافو وتابعها على مرتين تحت أنظار اللاعبين الإسبان. ومضى 20 دقيقة حتى شهدت المباراة أول خطأ من أخطاء دفاع أبطال العالم بعرضية من الجهة اليسرى تلقاها إدواردو فارجاس على بعد أمتار من المرمى، ليضعها في الشباك بسهولة على يسار كاسياس. واشتعلت مدرجات ماراكانا بهذا الهدف، ليدخل لاعبو إسبانيا في متاهة جديدة والبحث عن المساحات للوصول لدفاع الخصم، لكن الخطة والتكتيك العالي الذي لعب به سامباولي جعل من فريقه الأفضل في الملعب. وعجز الإسبان عن خلق فرص واضحة للتعديل في الدقائق الموالية، لكن كان للشيلي رأي آخر بتوقيع الهدف الثاني على بعد ثواني معدودة من نهاية الشوط الأول، حيث سدّد أليكسيس ركلة حرة تصدى لها كاسياس، لترتد لأرانجويزا والذي حوّلها بتسديدة قوية للشباك وسط ارتباك دفاعي واضح للإسبان. ولم تتغيّر الكثير من الأمور في الشوط الثاني ما عدا تشكيلة المنتخب الإسباني والذي سيطر تماما على أطوار المباراة لكن بدون فاعلية، كما غابت عن مهاجمه دييجو كوستا النجاعة وحسّ التهديف. و فوّت مهاجم أتلتيكو مدريد أولى الفرص الخطيرة في الدقيقة 49 بعد تلقيه تمريرة جميلة من إنييستا، لكن تباطؤه كان سبباً رئيسياً في ضياع الفرصة وذلك بعودة موفقة من الشيلي ماورو إيسلا. بعدها بثلاث نقاط فقط، حصل الإسبان على فرصة أخرى بعد ضربة مقصية لكوستا لم يتابعها جيداً سيرخيو بوسكيتس بقدمه اليسرى للشباك، لتهدأ الأمور بعدها قليلاً ويبدأ ديل بوسكي في التفكير في حلول أخرى بالزّج بكوكي وتوريس وكاثورلا لكن النتيجة كانت واحدة دائماً. أما المنتخب الشيلي فلم يكتف فقط بالإنكماش الدفاعي والكثافة العددية في الوسط، بل بادر للهجوم عن طريق المرتدات، وكاد يضيف الهدف الثالث لولا تباطؤ إيسلا على الجهة اليمنى وانتظاره حتى عودة المدافعين. وعلى بعد سبع دقائق من نهاية اللقاء، ظهر الساحر الإسباني أندريس إنييستا بتصويبة قوية من خارج منطقة الجزاء خطف من خلالها برافو الأنظار إليه بتصديه الأروع وإبعاد الكرة للركنية والتي لم تأت بأي جديد.