كرّمت جمعية لويس برايل مساء أمس الجمعة 04 دجنبر 2015 الموسيقار "عبد اللطيف البياتي" في الدورة السادسة للمهرجان الدولي للموسيقيين المكفوفين، الذي دأبت الجمعيّة على تنظيمه كلّ سنة في إطار إدماج الشخص الكفيف في محيطه والتحسيس بقضيته وإبراز قدراته وإبداعاته في الميدان الموسيقي وخلق فرص للتلاقي وتبادل الخبرات والتجارب بين الموسيقيين المبدعين المكفوفين من المغرب وخارجه . وقال عبد اللطيف الغازي رئيس جمعيّة لويس برايل أن الجمعيّة تُقدِّم خدماتٍ ثقافيّة وفنيّة واجتماعيّة للشّخص المكفوف، ومن ذلك تنظيم مهرجان دولي للموسيقى الذي يزحف نحوه مئات التطوانيين وغيرهم، وهي فرصة فرصة استثنائية لجمع المتهمين بالفن من جميع مشاربهم لتلاقح الأفكار وتبادل التجارب وتكريس القيم الكونية المتمثّلة في التّسامح والحوار المؤديات للسّلام والحب . وأوضح جمال البوحاتي، ممثّل المديرية الجهوية لوزارة الثقافة أنَّ الوزارة تؤمن بالجُهد المبذُول من طرف جمعية لويس برايس، من خلال خدمتها للمكفوفين، وخيرُ دليل تنظيم هذا الصّرح الثقافي الذي سيستفيد منه الكثيرون من خلال لقاءات مع فنانين من داخل المغرب وخارجه، وعلى نفس المنوال نوّه نور الدّين المطالسي الهاروشي النّائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية لتطوان بالدّور الإيجابي الذي تقدّمه لويس برايل للمكفوف التطواني، من خلال توفير فضاء ملائم له، وتقديم برامج تجعله يتأقلم بسرعة مع الوضع الجديد الذي شاءت الأقدار أن تقع عليه، مبدياً إستعداد الجماعة لدعم الجمعيّة أكثر بقصد التعاون على حلّ مشاكل هذه الفئة التي لم تحظ بالإهتمام المطلوب . وفي كلمةٍ في حقّ الموسيقار عبد اللطيف البياتي، قال الشّاعر المغربي رشيد الياقوتي، أنَّ كلامته تعجز أن تقول شيئاً في حقِّ البياتي لقامته السّامقة في الفنِّ والإنسانية، مستعرضاً حياة أستاذه من الطّفولة الصّعبة إلى التّدريس برحاب جامعة يوسف بن علي بمراكش، مذكراً بالجهد المبذول من طرف روحه الثّانية السيّدة التطوانية سعاد المنظري، التي ألقت قصيدة أبكت الحاضرين نيابة عن زوجها . وتحت التصفيقات الحارة والتصفيرات العالية، اعتلى الموسيقار عبد اللطيف البياتي منصّة مسرح إسبانيول، دون أن يتمالك دموعه وهو يردّد "عندما أكون بين التطوانيين يردُّ إليَّ بصري"، معتبراً أن التكريم في حقّ شخصه ليس بالأمر الجديد، فتطوان كانت ولا زالت منارة الفنِّ والموسيقى، وتسلّم البياتي باقة زهور ودرع تكريم وهدايا أخرى من شخصيات فنيّة وسياسية، تحت هتفات الجماهير "الصلاة والسلام على رسول الله.."، قبل أن يقوم جوق الهلال المغربي بإمتاع الحاضرين بمعزوفات ارتقت بهم لمقامات السمّو ومنازل الفنون .