نعيش في مجتمع مليئ بالعقد النفسية، مجتمع معاق ذهنيا، مجتمع ذكوري محض لم أعد أعلم كيف يفكر لكنني تأكدت أنه وصل لدرجة الإختلال العقلي . في مجتمعي يا سادة إذا تزوج اثنين ولم يرزقا بأطفال يصبح لهما وجهين مختلفين عن بعضهما كليا على حسب من المسؤول عن العقم، فإذا كانت الزوجة هي السبب لن ينفك عن تشجيع الزوج على الزواج عليها، سيحثونه على ذلك ويهمسون له في أذنه على أن الأطفال هم زينة الحياة، سيصرخون له في وجهه أنه إذا مات لن يذكر إسمه ولن يجد أحدا ليحمل اسم عائلته فإذا كان خائنا لميثاق الزواج، وأصبح ثعلبا لا يعرف الوفاء، وطلقها ليتزوج بأخرى هادفا بذلك لتجديد النسل كالحيوان، ستجد مجتمعي يصفق له، ستعتبره ذوي العقول المحدودة أنه قام بواجب يضمنه له الشرع والقانون، لننتقل الآن إلى الوجه الثاني عندما يكون الزوج هو المسؤول عن العقم، سيتغير كل ما سبق، ستجد الجميع يحث زوجته على الصبر، وأن الزوج سيشفى يوما ما، سيخبرونها على أنه ما خاب من صبر وأن الله ولي الصابرين، فإذا كلت وملت وخانت بدورها الأمانة، إذا لم تكن أمها قد ربتها جيدا ولم تعلمها أهداف الزواج الحقيقية؛ إذا كانت قد تربت وترعرعت في وسط يحسب أن الزواج بدون الأظفال خراب، ستطلب الطلاق ولكن هذه المرة لن يشجعها المجتمع، لن تجد من يصفق لها كما فعلوا مع أخوها الرجل، ستصبح خائنة في نظر الجميع، سينظر لها المجتمع كما ينظر لثعلب ماكر، ستصبح قليلة تربية وناقصة أدب، لماذا هذا التناقض؟ ألم يقم الطرفان بنفس الفعل؟ كلاهما وينظران للطرف الآخر أنه فقط وسيلة لجلب البنين والبنات، فإذا تعذر ذلك يصبح عديم النفع وخارج اللعبة، لكن لا ألومهما بقدر ما ألوم هذا المجتمع المعاق، مجتمع ماكر كذاب، مجتمع بدون ضمير، منعدم الإنسانية .