نظّمت حركة التوحيد والإصلاح اليوم الإثنين 20 شتنبر الملتقى الوطني للباحثين في العلوم الشّرعية في نسخته السّادسة بحضور نخبة من الأساتذة والباحثين، وذلك بمقرّ مجلس جهة طنجةتطوان . وقال الأستاذ إبراهيم بوعدي المتخصص في التقعيد الفقهي والأصولي ومقاصد الشّريعة أنه يجب فتح المجال أمام الباحثين المعاصرين المهتمين بشأن التجديد والإجتهاد لسدّ ثغرات علم أصول الفقه التي تركها الأصوليون القدامى . وأضاف بوعدي أن فتح المجال أمام أهل النّظر والإجتهاد سيساهم في الإسهام في الاستجابة لحلّ مشكلات العصر وقضاياه المتدفّقة، مبرزاً أن هذا الأمر سيساهم في إصلاح وصلاح شأن الأمّة سواء من الجانب السّياسي والإجتماعي أو الإقتصادي . وتحدّث محمّد الصّافي العُماري الباحث في سلك الدّكتورة عن التجديد الأصولي وسؤال الإختلاف المؤسس للإختلاف، مع تطرّقه لسؤال الإجماع المؤسس للإئتلاف . واعتبر الصّافي أن التجديد الأصولي ينطلق من البنية الدّاخلية لعلم أصول الفقه، لأنه منهج قراءة النّص، وآلية تنظيم الإختلاف وبناء الإئتلاف . ومن جهته أكّد محمد زريوح الباحث في سلك الدكتورة على دعوى الحاجة إلى التّجديد في العلوم الشَّرعية ومرتكزاتها، مع التّفصيل في الكلام عن مفهوم التَّجديد الحديث، وتصدُّر رجال فكره . وعرج زريوح على التّنبيه على دعوات بعض المفكّرين المعاصرين في نقد المنهج النَّقدي عند المُحدّثين، بذكر أبرز شبهاتهم التي تتمحور على أساسين: القصُور العقليُّ في التقعيد، والمزاجيّة في التطبيق . وفي ذات السّياق قال الدكتور عدنان أجانة المتخصص في الدراسات اللغوية والشّرعية أن الدّرس الحديثي شهد على امتداد العصور نشاطاً كبيراً ومتنوعاً، وعكف فيه أهل العلم بالحديث والتأليف عن الحفظ والجمع، والتصنيف والتبويب، والتعليل والتصحيح، والتعديل والتجريح، الشّيء الذي أثمر تراثاً حداثياً ضخماً يعدّ مفخرةً للأمة الإسلامية، وأمارة على نلوغ أفرادها وقدرتهم المعرفية على التعامل مع ما يعرض لهم من ظواهر العلم، يقول أجانة . وأكّد رشيد رضى الأستاذ بالتعليم العالي على أن تطوير النّسق الشّرعي في شطره الإستدلالي لن يتحقّق إلاَّ بالعُكوف على مراجعة نقديّة تجديديّة للنظريّة الإستدلالية التي يرسُو فوق هذا النّسق، مسترسلاً في أبراز المداخل التجديدية المفترضة في هذه النّظرية، مع عرض النّظرة الإستدلالية الشّرعية التقليديّة . وفي مداخلةٍ لامحمّد جبرون أستاذ التعليم العالي حاول أن يلفت الإنتباه إلى الإنحرافات السّلبية في الفهم والفقه التي نجمت عن إهمال أثر التحوّل التّاريخي في فهم النّص، مستخلصاً إلى بيان الإنعكاسات الإيجابية في مراعاة التاريخ في الفهم . وختم مصطفى بوكرن الباحث في مركز دكتوره بكلية الشّريعة بأكادير بمداخلة بعنوان "التجديد من منظور روحي عند الفيلسوف طه عبد الرحمن"، قدّم فيها قراءة حول كتاب "روح الدّين: من ضيق العلمانية إلى سعة الإنتمائية"، وذلك قبل مداخلة سعد الدّين العُثماني الباحث في علم أصول الفقه الذي قعَّد على كون الأحكام تستخدم لإثبات الأحكام الدّينية لا الدّنيوية، مبرزاً أن طاعة الرّسول محمّد تكون في الدّين لا في الدّنيا، وأن الإجماع يكون في الأمور الدّينية وليس الدنيوية والعقلية، مشيراً أن أقحام الأحكام الشّرعية في جميع المجالات يؤدي لآفات عديدة، لأن ذلك مفوَّضٌ إلى العقل البشري والمعرفة الإنسانية .