" أحمد والعفريت " ، " أكلة البطاطس " وغيرها كثير من القصص التي أوجدت لنفسها إقامة دائمة في خلد مغاربة السبعينيات والثمانينيات ، وصار كل من درس في كتاب " إقرأ " و" الفصحى " يحتفظ في نفسه بروح الطفل الذي يحن بين الفينة والأخرى إلى تجسيد ما درسه من قصص خلال فترات الاستراحة القصيرة . من هذا الفضاء المهيب انبلجت درة " إقرأ " و " الفصحى " لتشع تربية وتزكية وتعليما ليعم نورها ربوع مغرب ما بعد الاستقلال . فلم يخطر بباله يوما و هو يكابد في وضع كتيب لقسمه الصغير ،أن كتبه ستصبح تحفة أدبية تؤثث برونقها فضاء مكتبات البيوت فيما بعد ، وهي تطوي بين صفحاتها تاريخ الزمن المشرق للمدرسة المغربية . هذا الفضاء البهي ، قد صار منارة تشع بالمركز الثقافي بوكماخ بطنجة بفضل تكرم نجلة الراحل أحمد بوكماخ بإهداء مكتبة أبيها إلى المركز الذي صار يحمل اسمه لتصبح موروثا مشتركا لكل المغاربة . لقد ظل بوكماخ قيد حياته منفتحا على كل ضروب الفن والأدب فاشتغل مع محمد شبعة الفنان التشكيلي ، كما كان المسرح حاضرا بقوة ضمن اهتماماته ،تجلى ذلك في تعامله مع أحمد الشنتوف. و كان للشعر نصيب غير يسير في كتاباته . واليوم ستصبح هذه المعلمة بروحها الحية داخل المركز الثقافي بوكماخ تسطع بأنوارها لتعيد للشأن الثقافي بطنجة ألقه وريادته في الشعر والمسرح والقصة والسينما ، وسيظل التاريخ يشهد بأن بوكماخ لم يمت ، بل سيظل حيا بذاكرة المغاربة ، وسيظل اسمه خالدا ملتصقا باللغة العربية الفصحى وعلما من أعلام تحديث المناهج التعليمية الوطنية .