لا حديث في عاصمة المغرب الشرقي مدينة وجدة هذه الأيام إلا عن علاقة غريبة تربط والي الجهة محمد مهيدية مع أحد دعاة الوهابية بالمغرب ورئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة مصطفى بنحمزة، والمعروف بخرجاته المثيرة وفتاويه الغريبة، ويرافقه حتى إلى الولائم والعقيقات التي يقوم فيها الشيخ خطيبا وواعظا. واستغربت مصادر محلية هذه العلاقة، بين رجل السلطة، المفروض فيه تنسيق المصالح الخارجية للوزارات والاهتمام بتنمية المنطقة ومراقبة المخططات والمشاريع، وبين شيخ وهابي همه الوحيد إصدار الفتاوى الغريبة، بل الادعاء أن العلماء في المغرب ليسوا أحرارا وهو يقصد فقهاء الوهابية. ويتباهى الوالي مهيدية بكونه حامي الحدود مع الجزائر، فقط لأنه قام بزيارة للشريط الحدودي زوج بغال فظن أنه لولا وجوده في هذه المنطقة لدخلت الجزائر على العاشرة صباحا، ناسيا ومتناسيا دور القوات المساعدة والجيش والأمن والمخابرات والجمارك في حماية الحدود الشرقية. وتستمر الأسئلة مطروحة، خصوصا بعد كثرة الطبالجية الذين يسبحون بحمده، حول ماذا قدم الوالي مهيدية للجهة الشرقية وللاستثمار في منطقة حساسة وتعتبر نموذجا للجزائريين الذين يمارسون الدعاية المجانية ضد المغرب؟ فالوالي مهيدية لم يتمكن من إقناع المستثمرين، عبر توفير فرص مغرية، قصد توفير مشاريع مدرة للدخل، حيث جمد أغلب رجال الأعمال بالمنطقة أموالهم وحولوها للاستثمار في مجال العقار، وظل مركز تكنوبول المنطقة الشرقية مغلقا أبوابه. ومما يروجه الموظفون والمجتمع المدني، أن الوالي أصبح مغرما في المقر الجديد للولاية، المبني وفق آخر الطرازات المعمارية، يرفض مغادرة مكتبه للاطلاع على سير المدينة ونواحيها، ولا يخرج منها إلا على منزله أو غذاء مع بعض الأعيان أو إلى وليمة يحضرها مصطفى بنحمزة. وما زال سكان مدينة أحفير ينتظرون أن يعفو عنهم الوالي مهيدية قصد حل المشاكل التي حالت دون تدشين العديد من المشاريع بالمدينة، والتي تم تأجيلها أثناء الزيارة الملكية للمنطقة الشرقية نظرا لاحتجاج العديد من الجمعيات المحلية على الزبونية والمحسوبية التي تمت خلال اختيار الجمعيات المستفيدة من المشاريع. والشيء الوحيد الذي قام به مهيدية هو تحويل ساحة سيدي عبد الوهاب إلى ساحة شبيهة بجامع الفنا رغم اختلاف الظروف والشروط والثقافة، وهاجر مركز النداء الوحيد بالمنطقة نحو مدينة اخرى تارقا المستخدمين في عطالة.