بتدشين الحلبة المطاطية بالجماعة القروية آيت قمرة بإقيلم الحسيمة أول أمس السبت من طرف الملك محمد السادس، تكون جامعة ألعاب القوى قد أوفت بكثير من الوعود التي قطعتها على نفسها منذ انتخاب عبد السلام أحيزون رئيسا للمكتب الجامعي، فالرجل الذي يسير أكبر شركة للاتصالات في إفريقيا كلها، راهن منذ ست سنوات على أمرين أساسيين وهما : خلق بنية تحتية صلبة وتكوين أبطال للمستقبل قادرين على مواصلة حمل المشعل لكن بوسائل تكوين علمية. ولقد انخرطت جامعة ألعاب القوى في برنامج طموح وواسع النطاق لتأهيل أم الألعاب لتصبح رافعة للتنمية المستدامة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهو البرنامج الذي أطلقه أحيزون، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى خلق أرضية لتكوين الأبطال وفق تصور علمي واضح، لأن صناعة البطل تتطلب أولا توفير بنية تحتية تحترم المعايير الدولية، ومؤطرين ذوي كفاءة عالية، ولعل هذه المعطيات مجتمعة هي ما جعل الاتحادين الدولي والإفريقي يتجهان صوب المغرب من أجل تنظيم بطولة إفريقيا وكأس العالم للقارات سنة 2014 . لقد نجح أحيزون في تحويل الطموح المغربي إلى حقيقة ماثلة للعيان، بفضل الرؤية الثاقبة التي توفرت لديه بعد سنوات راكم خلالها تجربة رائدة في قطاع الإتصالات، وهي التجربة التي جعلت مؤسسة اتصالات المغرب تمد جذورها في كل إفريقيا كرائد في مجال الإتصالات، وهي نفس الرؤية التي حملها الرجل معه إلى ألعاب القوى، حيث مكنته شخصيته الكارزمية من تجميع كافة الإمكانيات، لخلق فضاء رياضي نظيف ومثمر، يقوم على أساس بناء المستقبل بكثير من الثقة. وهو ما جعل الجامعة تطلق برنامجا وطنيا للتنقيب عن المواهب الواعدة التي ستشكل نواة المنتخبات الوطنية في أفق الاستحقاقات العالمية والقارية والجهوية للسنوات المقبلة فضلا عن تحفيز مدربي الأندية بتخصيص نسبة 10 بالمائة لهم من قيمة الجوائز النقدية الممنوحة للعدائين المتوجين في المسابقات الوطنية بالإضافة إلى إصلاح قوانين وأنظمة الجامعة وتمكينها من وحدات للتكوين ووسائل العمل الضرورية، نظرا للدور القاعدي الذي تضطلع به لتطوير هذه الرياضة. لقد حضر لامين دياك يوم السبت الماضي مراسيم تدشين حلبة أيت قمرة وسلم على الملك محمد السادس، ووقف بنفسه على الطفرة النوعية التي عرفها المغرب في مجال ألعاب القوى، والتي مكنته من إحداث أكثر من مجموعة من المراكز الجهوية بتأطير مغربي خالص، يعتمد الكفاءة المحلية، وهو ما سيمكن من إنتاج عشرات الأبطال سنويا، ليصبح المغرب منافسا لأكبر المدارس العالمية، مثل المدرسة الأمريكية والكينية والإثيوبية، لكن أكثر ما راهن عليه أحيزون، هو تجاوز النمط التقليدي لأم الألعاب التي كانت تعتمد أكثر على المسافات المتوسطة، حيث لاحظنا خلال بطولة العالم الأخيرة تألق يحيى برابح الذي حل رابعا، لأول مرة في تاريخ المشاركة المغربية. لقد نجح أحيزون بعد سنتين فقط من تولي رئاسة الجامعة في توقيع عقد البرنامج الخاص بتأهيل ألعاب القوى بين الحكومة والجامعة, بمقتضى عقد شراكة يمتد على مدى خمس سنوات تساهم في تمويله كذلك الجماعات المحلية والمحتضنون، كما تم التوقيع العام الماضي على عقدة أهداف بين وزارة الشباب والرياضة والجامعة تمتد صلاحيتها على مدى أربعة أعوام, بهدف تعزيز المكتسبات الفعلية لألعاب القوى الوطنية في إطار استراتجية واقعية وجد مدروسة للارتقاء بهذا النوع الرياضي إلى مراتب أفضل، وهي الاستراتيجية التي سهر عليها رئيس الجامعة شخصيا مستفيدا من خبرته داخل اتصالات المغرب . وهي الاستراتيجية التي ارتكزت بالأساس على بلورة تسيير مالي وإداري شفاف، وتطوير البنيات التحتية ودعم منظومة تكوين الرياضيين والمدربين وإصلاح منظومة تحفيز العدائين والمدربين وتأهيل المسابقات وتوسيع قاعدة الممارسة الشعبية لهذه الرياضية, وهو ما جعل الجامعة تبادر إلى إطلاق ورش كبير في يتمثل في تشييد الأكاديمية الدولية محمد السادس لألعاب القوى بإيفران ( 122 مليون درهم )، وبناء خمسة مراكز جهوية للتكوين ( 157 مليون درهم)، و21 حلبة مطاطية بمختلف ربوع المملكة ( 283 مليون درهم)، ومركز للطب الرياضي بالرباط ( 16 مليون درهم).