نزلت فرنسا بالبروتوكول الديبلوماسي إلى الحضيض أثناء استقبال رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال، حيث عمّ استياء شديد في الجزائر من طريقة استقبال رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال عند وصوله إلى باريس رفقة 10 وزراء من حكومته، حيث قام باستقباله كاتب دولة ونائب في البرلمان مكلف بالعلاقات الخارجية كان يرتدي زيا غير لائق بهذه المناسبة الرسمية. وفي الوقت الذي غضب الشارع الجزائري ومكونات المشهد السياسي، لزمت الحكومة الصمت، ولم ترد على هذه الإهانة المرة، بل ابتلعتها ودست رأسها في التراب، ان الأمر يتعلق ب"ماما فرنسا"، التي تنظر للجزائر على أنها "دوزيام فرانس" حتى بعد خروجها عسكريا. وتفاجأ الوفد الجزائري، الذي وصل إلى العاصمة الفرنسية باريس لحضور الاجتماع الأول "للكوميفا" للتعاون بين باريسوالجزائر، الذي ترأسه كل من وزير التنمية الصناعية وتطوير الاستثمار عمارة بن يونس، ووزير التجارة مصطفى بن بادة، بغياب نظيريهما الفرنسيين خلال استقبالهما بالمطار، واقتصر الاستقبال على رئيس مصلحة التشريفات لوزارة الصناعة الفرنسية، أو ما يعرف اصطلاحا برئيس "البروتوكول" الذي استقبل الوفد الجزائري بلباس "الويكا ند". فالبروتوكولات تحدد السلوك السليم أو المتعارف على قبوله فيما يتعلق بأصول الدبلوماسية وشؤون الدولة. والذي يعكس إظهار الاحترام المناسب للدولة ووفودها، ومراعاة الترتيب الزمني للدبلوماسيين عند تنظيمهم في مجلس أو اجتماع ما، ففي أي خانة يدرج السلوك الفرنسي، والخطأ البروتوكولي الذي ارتكبه القائمون على ترتيب اجتماع "الكوميفا"؟ وإلى أي درجة يعتبر استخفافا بالوفد الجزائري؟ وإلى أي حد كانت الجزائر قادرة على الرد على الإهانة الفرنسية التي قد تكون متعمدة؟ وهل وصلت الجزائر إلى هذا الحد من الإهانة والذل مع فرنسا، التي ترفض حتى اليوم الاعتراف أو الاعتذار عن جرائمها في حقبة الاحتلال؟ البروتوكول لدى الدول ليس "خضرة فوق طعام" ولكنه جزء من الطعام، ولا يمكن تهيئ الوجبة دونه، حيث لا يمكن التفاوض مع بلد يضعك في أسفل الترتيب. ونسيت الجزائر أن بعض الأخطاء البروتوكولية تقف خلف العديد من الصراعات في العديد من مناطق العالم، وأدت إلى إلغاء اتفاقيات وطرد السفراء وغيرها من الإجراءات. الجزائر حريصة فقط على تطبيق البروتوكول بشكل سيء مع المغاربة، حيث انسحب السفير الجزائري من احتفال تم فيه ترديد أغنية "العيون عينيا" لجيل جيلالة إرضاء لجبهة البوليساريو. ولأن فرنسا تفكر بعقلية الانتقام، فمانويل فالس، لا ينسى يوم كان وزيرا للداخلية، وكان مرافقا لجان بيار إيرو، الوزير الأول الفرنسي، في زيارة للجزائر، وأصيب بتسمم غذائي كاد يودي بحياته وفي مطعم راق جدا، ولهذا فهو يتخوف من الجزائر و كلما ذكرها تتحرك أمعاؤه بالداخل معلنة الحرب.