يوما بعد يوم يزداد استئثار المنتظم الدولي وإعجابه بالاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب وسط منطقة مشتعلة من الاضطرابات يلخصها الربيع العربي وتداعياته على غالبية دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وعلى الرغم من المكائد التي تحاول عبثا العديد من الجهات خلقها للتشويش على المغرب وفي مقدمتها الجارة الجزائر التي تحشر نفسها طرفا في قضية الصحراء المغربية بتبني أطروحات الانفصاليين في تندوف ومساندتهم، إلا أن الاستقرار السياسي الذي يعكس الأمن والاستقرار الاجتماعيين عن طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والحقوق بقيادة الملك محمد السادس وهي العوامل التي تفتقد إليها هذه الجارة ذو الجنب قبل أن تفتقدها دول أخرى تختلف درجة وضعها وقربها من المملكة، حيث جعلت هذه العوامل المغرب محط حظوة من المجتمع الدولي وجعله قدوة و نموذجا يحتذى به ليس لدى دول منطقة "مينا"، وإنما لدى العديد من دول الغرب المتقدمة التي ما فتئت تؤكد أن المغرب يعتبر نموذجا للاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي بقيادة السياسات الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس الذي فتح العديد من أوراش التنمية موازاة مع أوراش أخرى للإصلاح ذوبت الفارق بين المملكة وباقي الدول في مجال الحقوق والحريات وفي التنمية على كافة الأصعدة. المنتظم الدولي بمختلف مشاربه من جمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والحكومية والفاعلين السياسيين والمحللين يجمعون على أن الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي تنعم به المملكة تنامى في اتجاهه التصاعدي منذ جلوس الملك محمد السادس على العرش في 1999، حيث بادر إلى العديد من الإصلاحات التي تخدم المملكة والمواطنين ليكون المغرب في طليعة الدول المتقدمة في القارة الإفريقية وعلي الصعيد العربي والإسلامي والشرق الأوسط ، وذلك ارتكازا على دولة الحق والقانون واعتمادا على نظام ملكي قوي وجد شعبي يستمد قوته منذ أمد طويل من الشعب و قد زاد دستور 2011 من قوة التحامه مع الشعب، وذلك ما ذهب إليه "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" في تحليل له نشر مؤخرا في لندن، مشددا على أن الاستقرار السياسي الذي تتمتع به المملكة مدعوم ومضمون لقرون طويلة من قبل نظام ملكي قوي وجد شعبي. وأثنت مجموعة التفكير البريطانية المتخصصة في قضايا الدفاع والأمن، على المغرب وأشادت بالدور الذي يلعبه في هذا الميدان (الأمن)، مذكرة بأن المغرب يظل واحدا من البلدان القلائل بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) الذي يتمتع باستقرار مستديم. وأبرز التحليل أن المملكة التي تقع في منطقة تهزها أحداث الربيع العربي، باشرت إصلاحات سياسية واقتصادية عززت بشكل أكبر استقرارها وتماسكها الاجتماعي على النقيض من الوضع في بلدان أخرى في المنطقة، مشددا على أهمية روابط التعاون الاستراتيجي القائم بين الولاياتالمتحدة والمغرب. واعتبر معد هذه الدراسة أنه بفضل هذه الميزات والاستقرار الذي يسود المملكة التي تميزت عن غيرها من البلدان في المنطقة، تواصل الولاياتالمتحدة تعزيز الشراكة الأمنية مع المغرب، مشيرا إلى أن الريادة الإقليمية للمملكة تستأثر باهتمام كبير من لدن الإدارة الأمريكية لمواجهة التهديدات القادمة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل. ولتوضيح الأهمية التي توليها واشنطن لتطوير علاقاتها مع الرباط، ذكر التحليل بالزيارة التي قام بها رئيس الديبلوماسية الأمريكي جون كيري في أبريل الماضي إلى المغرب حيث حظي باستقبال من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأجرى محادثات مع نظيره المغربي، صلاح الدين مزوار. وأبرز التحليل أن هذه الزيارة شكلت فرصة سانحة لبحث السبل الكفيلة بتعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، معتبرا أن هذه الشراكة المثالية من شأنها تعزيز استقرار المغرب على المدى الطويل.