ستجد السلطات القضائية الفرنسية نفسها في ورطة بعد اعتقال الإرهابي المغربي أحمد الشعرة، أحد قادة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والسام المعروف اختصارا بداعش، وذلك بعد استدراجه على الحدود التركية السورية، حيث قامت إحدى القنوات الفرنسية التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية بتسجيل استجواب معه تم بثه في وقت سابق، ولا يحمل الشعرة الجنسية الفرنسية. وستضطر السلطات الفرنسية القضائية للاحتفاظ به في ظل تعليق الاتفاقيات القضائية بين المغرب وفرنسا، عقب الشكايات الكيدية ضد مسؤول أمني مغربي التي تورطت فيها لوبيات فرنسية ولم يتم فيها احترام اتفاقيات التعاون القضائي بين البلدين، حيث اضطر المغرب إلى تعليق تلك الاتفاقيات وسحب قاضية التواصل المغربية بباريس. وحسب خبراء في الحركات الإرهابية فإن فرنسا ستجد نفسها أمام إرهابي غير معنية بمساره، ومن الصعب عليها التعامل معه سواء داخل السجن أو خارجه، ما دام الإرهابي لا دين ولا ملة له وليس لممارساته حدود جغرافية. ويعتبر أحمد الشعرة من أخطر الإرهابيين بسوريا، حيث كان يقود تنظيم داعش بريف اللاذقية وشارك في معركة الأنفال التي تحالفت فيها كثير من المجموعات الإرهابية بدعم مباشر من الجيش التركي حيث أسقط طائرة سورية كانت تقصف مواقع الإرهابيين وخفف من الضغط عليهم من خلال رشق مواقع الجيش السوري بالقاذفات، وهي المعركة التي قُتل فيها المغربي الآخر إبراهيم بنشقرون العلمي، مؤسس شام الإسلام وواحد من أشرس الإرهابيين بالإضافة إلى مقتل أنس الحلوي، الناطق الرسمي سابقا باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين. وكان أحمد الشعرة غادر بني مكادة بضواحي مدينة طنجة رفقة أبنائه الخمسة بمن فيهم ابنه القاصر أسامة الشعرة، الطفل الذي أثار حفيظة المنظمات العالمية المهتمة بالطفولة، حيث ظهر في صور على المواقع الاجتماعية وهو يحمل الكلاشينكوف باعتباره أصغر مقاتل في صفوف الجماعات الإرهابية بسوريا.