أثارت الخطة الجديدة لمدرب برشلونة بيب غوارديولا 3-4-3 جدلاً كبيراً في الأوساط الرياضية الإسبانية، حيث يرى مؤيدو هذه الخطة أنها تعطي حلولاً هجوميّة أكثر من نظيرتها 4-3-3 فيما ينظر معارضوها إلى افتقارها التأمين الدفاعي المطلوب في حال الهجمات العكسيّة المرتدة على الفريق الكاتالوني. بدأ بيب غوارديولا موسمه الرابع مع الفريق بخطة جديدة تتمثل بثلاثة لاعبين في خط الدفاع وأربعة في خط الوسط وثلاثة آخرين في مركز الهجوم، لتعلو أصوات كثيرة في كاتالونيا وخارجها بين مؤيد للخطة ومعارض لها. ويرى مؤيدو خطة 3-4-3 أنها الحل الأمثل أمام الفرق المتكتلة أمام خط مرماها، والتي تلعب بعشرة مدافعين طيلة شوطي المباراة، كما إنها تعطي حلولاً هجوميّة أكثر من خطة 4-3-3 التي إعتاد الفريق الكاتالوني اللعب بها منذ سنوات طويلة. وكشف برشلونة عن هجوم كاسح في المباريات التي لعبها بخطة 3-4-3 في كامب نو، حيث أحرز 18 هدفاً في ثلاث مباريات في الدوري الإسباني، بواقع 5 أهداف في مرمى فياريال، و8 في مرمى أوساسونا، و5 في مرمى أتليتيكو مدريد، من دون دخول أي هدف في عرين الحارس فيكتور فالديس. في الوقت الذي تلقى برشلونة أربعة أهداف كاملة في مباراتين خارج دياره أمام ريال سوسيداد على ملعب أنويتا وفالنسيا على ملعبه مستايا لتظهر الخطة الجديدة بأنها تفتقر التأمين الدفاعي المطلوب، خاصة أن فريق غوارديولا إعتاد الخروج نهاية كل موسم بأقل نسبة أهداف تُسجل في مرماه طيلة الدوري الإسباني بكامله. ويظهر معارضو هذه الخطة مخاوفهم الشديدة، خاصة في المباريات التي تلعب خارج كامب نو، ولهم في مباراة فالنسيا أبرز مثال على الحالة الدفاعيّة الصعبة التي عاشها برشلونة طيلة الشوط الأول، وأخطاء أبيدال التي كلفت الفريق هدفين مع فرص ضائعة مؤكدة للخفافيش، قبل أن يُعدل غوارديولا الخطة، ويمتلك برشلونة زمام المبادرة في الشوط الثاني. ولجأ غوارديولا إلى خطة 3-4-3 منذ مجيء فابريغاس إلى برشلونة آتياً من آرسنال الإنكليزي، وتصعيد الشاب الموهوب تياغو ألكانتارا لتكثيف منطقة الوسط بمساعدة تشافي هيرنانديز وسيرجيو بوسكيتس، الأمر الذي ينعكس على خط الهجوم من خلال صناعة فرص للتسجيل بشكل أكبر. وبين 3-4-3 و4-3-3 يقف مشجعو برشلونة ومدربو الأندية المنافسة في حيرة من أمرهم حول الخطة التي يعتمدها المدرب الشاب، الذي إستطاع أن يُحدث ثورة في عالم كرة القدم مع برشلونة، من خلال أداء هو الأجمل والأروع، بحسب كل المحللين الرياضيّن وكبار المدربين في القارة العجوز، وعلى رأسهم السير أليكس فيرغسون. وحقق غوارديولا 12 بطولة مع برشلونة منذ قدومه للفريق صيف 2008، منها 3 ألقاب في الدوري المحلي، ولقبين في دوري أبطال أوروبا، ومثلهما في كأس السوبر الأوروبيّة، وكأس السوبر المحليّة (3 مرات) وكأس ملك إسبانيا (مرة واحدة) وكأس العالم للأنديّة (مرة واحدة). وكانت صحيفة سبورت الكاتالونية قد ذكرت في الشهر الماضي عن تفاصيل خطة 3-4-3 الذي ينوي غوارديولا الإعتماد عليها من أجل كسر دفاعات الخصوم المتكتلة أمام المرمى خاصة في عقر داره على ملعب كامب نو. ووفقاً للصحيفة، ستتيح الخطة الجديدة لغوارديولا إمتلاك أسلحة عدة يتم اللجوء إليها حسب طبيعة المنافس في المباراة، الأمر الذي يعطي زخماً تكتيكيّاً لأبطال إسبانيا وأوروبا. ولن يطرأ أي تغيير على خط الهجوم المكوّن من ليونيل ميسي ودافيد فيا وبيدرو رودريغيز وأليكسيس سانشيز وإبراهيم أفيلاي التي بات خارج الحسابات بعد العطب الذي تعرض له.